السلام ثم علموه أهل الأنبار ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرهما .
فتعلمها بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل وكان له صحبة بحرب بن أمية لتجارته عندهم في بلاد العراق فتعلم حرب منه الكتابة ثم سافر معه بشر إلى مكة فتزوج الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان فتعلم منه جماعة من أهل مكة ا ه .
ومن هنا وجد عدد يحذق الخط والكتابة قبيل الإسلام ولكنهم نزر يسير بجانب تلك الكثرة الغامرة من الأميين .
وفي ذلك يمتن رجل من أهل دومة الجندل على قريش فيقول .
لا تجحدوا نعماء بشر عليكمو ... فقد كان ميمون النقيبة أزهرا .
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمو ... من المال ما قد كان شتى مبعثرا .
فأجريتم الأقلام عودا وبدأة ... وضاهيتمو كتاب كسرى وقيصرا .
وأغنيتمو عن مسند الحي حمير ... وما زبرت في الصحف أقلام حميرا .
أولئك أهل مكة .
أما أهل المدينة فكان بينهم أهل الكتاب من اليهود وقد دخل النبي المدينة وفيها يهودي يعلم الصبيان الكتابة وكان فيها بضعة عشر رجلا يحذقون الكتابة منهم المنذر بن عمرو وأبي بن وهب وعمرو بن سعيد وزيد بن ثابت الذي تعلم كتابة اليهود بأمر من النبي .
شأن الكتابة في الإسلام .
ثم جاء الإسلام فحارب فيما حارب أمية العرب وعمل على محوها وطفق يرفع من شأن الكتابة ويعلي من مقامها .
وإن كنت في شك فهذه أوائل آيات نزلن من القرآن الكريم يشيد الحق فيها بالقلم وما يعلم الله عباده بوساطة القلم إذ يقول جلت حكمته اقرأ باسم ربك الذي خلق 96 العلق 1 إلى أن قال اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسن ما لم يعلم 96 العلق 3 - 5 .
وهذه سورة ن يحلف العلي الأعلى فيها بالقلم وما يسطرون إذ يقول ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون 68 القلم 1 - 2 .
وهذا من أروع ألوان التنبيه إلى جلال الخط والكتابة ومزاياهما .
وهذا رسول الله يدفع أصحابه دفعا إلى أن يتعلموا الخط ويحذقوا الكتابة ويهيىء لهم السبل بكل ما يستطيع من وسيلة مشروعة