وهذا قائل قريش يقول للنبي في معرض من المعارض إنا لا نكذبك ولكن نكذب ما جئت به .
وبسبب ذلك أنزل الله تعالى قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظلمين بأيت الله يجحدون 6 الأنعام 33 .
ومما يذكر بالإعجاب والفخر لنبي الإسلام أنه عرض الإسلام على بني عامر بن صعصعة وذلك قبل الهجرة وقبل أن تقوم للدين شوكة فقال كبيرهم أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك فأجابه بتلك الكلمة الحكيمة الخالدة .
الأمر لله يضعه حيث يشاء فقال له كبيرهم أفتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك .
وهنا تتجلى سياسة الإسلام وأنها سياسة صريحة مكشوفة ورشيدة شريفة لا تعرف اللف والدوران .
ولا تعتمد الكذب والتضليل كما تتجلى صراحة نبي الإسلام وصدق نبي الإسلام وشرف نبي الإسلام E .
نعم لقد كان محمد في ضيق أي ضيق يحتاج إلى أقل معاونة من عدو أو صديق وهذا حي من العرب يستطيع أن يكتسبه ويتقوى به ولكنه E لا يستطيع أن يعد فيخلف ولا أن يحدث فيكذب ولا أن يعاهد فيغدر .
يسألونه أن يكونوا الخلفاء من بعده إذا أسلموا فيقول بملء فيه الأمر لله يضعه حيث يشاء ولو أنه قال إن شاء الله مثلا لدانوا له أجمعين وأصبحوا من حزبه وجنده المسلمين .
مرحى مرحى لسياسة الإسلام .
وأخلاق نبي الإسلام .
وإذا كانت هذه الأخلاق العليا هي منار القدوة للصحابة في رسول الله فكيف لا يقتبسون من هذه الأنوار ولا يضربون في حياتهم على هذه الأوتار فضلا عن أن يقال عنهم إنهم يكذبون أو لا يتحرون في كتاب الله وسنة رسول الله سبحنك هذا بهتن عظيم 24 النور 16