ونص ابن الدهان في لعل جواز استعماله في المستحيل محتجا بقوله لعل زمانا تولى يعود .
وقال أيضا كل ما وقع في القرآن من عسى فاعلها الله تعالى فهي واجبة .
وقال قوم إلا في موضعين قال تعالى عسى ربه إن طلقكن 1 ولم يطلقهن ولم يبدل بهن .
وقوله عسى ربكم أن يرحمكم 2 وهذه في بنى النضير وقد سباهم النبي صلى الله عليه وسلّم وقتلهم وابادهم .
وقال أيضا وهذا عندي متأول لأن الأول تقديره إن طلقكن يبدله وما فعل فهذا شرط يقع فيه الجزاء ولم يفعله والثاني تقديره إن عدتم رحمكم وهم أصروا وعسى على بابها .
قال وعسى ماضى اللفظ والمعنى لأنه طمع وذلك حصل في شىء مستقبل .
وقال قوم ماضي اللفظ مستقبل في المعنى لأنه أخبر عن طمع يريد إن يقع .
واعلم أن عسى تستعمل في القرآن على وجهين .
أحدهما ترفع اسما صريحا ويؤتى بعده بخبر ويلزم كونه فعلا مضارعا نحو عسى زيد أن يقوم فلا يجوز قائما لأن اسم الفاعل لا يدل على الزمان الماضي قال الله تعالى فعسى الله أن يأتي بالفتح 3 فيكون أن والفعل في موضع نصب ب عسى