يقول تعالى منكرا على من ادعى أن له : { ولدا سبحانه هو الغني } أي تقدس عن ذلك هو الغني عن كل ما سواه وكل شيء فقير إليه { له ما في السموات وما في الأرض } أي فكيف يكون له ولد مما خلق وكل شيء مملوك له عبد له { إن عندكم من سلطان بهذا } أي ليس عندكم دليل على ما تقولونه من الكذب والبهتان { أتقولون على الله ما لا تعلمون } إنكار ووعيد أكيد وتهديد شديد كقوله تعالى : { وقالوا اتخذ الرحمن ولدا * لقد جئتم شيئا إدا * تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا * أن دعوا للرحمن ولدا * وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا * إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا * لقد أحصاهم وعدهم عدا * وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } ثم توعد تعالى الكاذبين عليه المفترين ممن زعم أن له ولدا بأنهم لا يفلحون في الدنيا ولا في الاخرة فأما في الدنيا فإنهم إذا استدرجهم وأملى لهم متعهم قليلا { ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ } كما قال تعالى ههنا : { متاع في الدنيا } أي مدة قريبة { ثم إلينا مرجعهم } أي يوم القيامة { ثم نذيقهم العذاب الشديد } أي الموجع المؤلم { بما كانوا يكفرون } أي بسبب كفرهم وافترائهم وكذبهم على الله فيما ادعوا من الإفك والزور