يخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلّم عن جزعهم وفزعهم وفرقهم وهلعهم أنهم { يحلفون بالله إنهم لمنكم } يمينا مؤكدة { وما هم منكم } أي في نفس الأمر { ولكنهم قوم يفرقون } أي فهو الذي حملهم على الحلف { لو يجدون ملجأ } أي حصنا يتحصنون به وحرزا يتحرزون به { أو مغارات } وهي التي في الجبال { أو مدخلا } وهو السرب في الأرض والنفق قال ذلك في الثلاثة ابن عباس ومجاهد وقتادة { لولوا إليه وهم يجمحون } أي يسرعون في ذهابهم عنكم لأنهم إنما يخالطونكم كرها لا محبة وودوا أنهم لا يخالطونكم ولكن للضرورة أحكام ولهذا لا يزالون في هم وحزن وغم لأن الإسلام وأهله لا يزال في عز ونصر ورفعة فلهذا كلما سر المسلمون ساءهم ذلك فهم يودون أن لا يخالطوا المؤمنين ولهذا قال { لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون }