يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلّم { فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم } كما قال تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } وقال { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } وقوله { إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا } قال الحسن البصري بزكاتها والنفقة منها في سبيل الله وقال قتادة : هذا من المقدم والمؤخر تقديره : فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الاخرة واختار ابن جرير قول الحسن وهو القول القوي الحسن وقوله { وتزهق أنفسهم وهم كافرون } أي ويريد أن يميتهم حين يميتهم على الكفر ليكون ذلك أنكى لهم وأشد لعذابهم عياذا بالله من ذلك وهذا يكون من باب الاستدراج لهم فيما هم فيه