يذكر تعالى ما أنعم به على موسى وهارون من النبوة والنجاة بمن آمن معهما من قوم فرعون وقومه وما كان يعتمد في حقهم من الإساءة العظيمة من قتل الأبناء واستحياء النساء واستعمالهم في أخس الأشياء ثم بعد هذا كله نصرهم عليهم وأقر أعينهم منهم فغلبوهم وأخذوا أرضهم وأموالهم وما كانوا جمعوه طول حياتهم ثم أنزل الله D على موسى الكتاب العظيم الواضح الجلي المستبين وهو التوراة كما قال تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء } وقال D ههنا : { وآتيناهما الكتاب المستبين * وهديناهما الصراط المستقيم } أي في الأقوال والأفعال { وتركنا عليهما في الآخرين } أي أبقينا لهما من بعدهما ذكرا جميلا وثناء حسنا ثم فسره بقوله تعالى : { سلام على موسى وهارون * إنا كذلك نجزي المحسنين * إنهما من عبادنا المؤمنين }