أنف أحدهما غضبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم إني لأعلم شيئا لو قاله لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وكذا رواه النسائي في اليوم والليلة 391 عن يوسف بن عيسى المروزي عن الفضل بن موسى عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد به وقد روى هذا الحديث أحمد بن حنبل 5 / 240 عن أبي سعيد عن زائدة وأبو داود 4780 عن يوسف بن موسى عن جرير بن عبد الحميد والترمذي 3452 والنسائي في اليوم والليلة 389 عن بندار عن ابن مهدي عن الثوري والنسائي 390 أيضا من حديث زائدة بن قدامة ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل Bه قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلّم فغضب أحدهما غضبا شديدا حتى يخيل إلي أن أحدهما يتمزع أنفه من شدة غضبه فقال النبي صلى الله عليه وسلّم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب فقال ما هي يا رسول الله قال يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم قال فجعل معاذ يأمره فأبى وجعل يزداد غضبا وهذا لفظ أبي داود وقال الترمذي مرسل يعني أن عبد الرحمن بن ليلى لم يلق معاذ بن جبل فإنه مات قبل سنة عشرين قلت وقد يكون عبد الرحمن بن ليلى سمعه من أبي بن كعب كما تقدم وبلغه عن معاذ بن جبل فإن هذه القصة شهدها غير واحد من الصحابة Bهم قال البخاري 6115 حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن عدي بن ثابت قال قال سليمان بن صرد Bه استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلّم ونحن عنده جلوس فأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلّم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجده لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال إني لست بمجنون وقد رواه أيضا مع مسلم 2610 وأبي داود 4781 والنسائي عمل392 من طرق متعددة عن الأعمش به وقد جاء في الإستعاذة أحاديث كثيرة يطول ذكرها ههنا وموطنها كتاب الأذكار وفضائل الأعمال والله أعلم وقد روي أن جبريل عليه السلام أول ما نزل بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلّم أمره بالاستعاذة كما قال الإمام أبو جعفر بن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا عثمان بن سعيد حدثنا بشر بن عمارة حدثنا أبو روق عن الضحاك عن عبد الله بن عباس قال أول ما نزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلّم قال يا محمد استعذ قال أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قال قل بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال اقرأ باسم ربك الذي خلق قال عبد الله وهي أول سورة أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلّم بلسان جبريل وهذا الأثر غريب وإنما ذكرناه ليعرف فإن في إسناده ضعفا وانقطاعا والله أعلم مسألة وجمهور العلماء على أن الإستعاذة مستحبة ليست بمتحتمة يأثم تاركها وحكى الرازي عن عطاء ابن أبي رباح وجوبها في الصلاة وخارجها كلما أراد القراءة قال وقال ابن سيرين إذا تعوذ مرة واحدة في عمره فقد كفى في إسقاط الوجوب واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية فاستعذ وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلّم عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولأن الإستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب وقال بعضهم كانت واجبة على النبي صلى الله عليه وسلّم دون أمته وحكي عن مالك أنه لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ لقيام رمضان في أول ليلة منه مسألة وقال الشافعي في الإملاء يجهر بالتعوذ وإن أسر فلا يضر وقال في الأم بالتخيير لأنه أسر ابن عمر وجهر أبو هريرة واختلف قول الشافعي فيما عدا الركعة الأولى هل يستحب التعوذ فيها على قولين ورجع عدم الإستحباب والله أعلم فإذا قال المستعيذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كفى ذلك عند الشافعي وأبي حنيفة وزاد بعضهم أعوذ بالله السميع العليم وقال آخرون بل يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم قاله الثوري والأوزاعي وحكي عن بعضهم أنه يقول أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لمطابقة أمر الآية ولحديث الضحاك عن ابن عباس المذكور والأحاديث الصحيحة كما تقدم أولى بالإتباع من هذا والله أعلم مسألة ثم الإستعاذة في الصلاة إنما هي للتلاوة وهو قول أبي حنيفة ومحمد وقال أبو يوسف بل للصلاة فعلى