قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : { إن هذه أمتكم أمة واحدة } يقول : دينكم دين واحد وقال الحسن البصري في هذه الاية يبين لهم ما يتقون وما يأتون ثم قال : { إن هذه أمتكم أمة واحدة } أي سنتكم سنة واحدة فقوله إن هذه إن واسمها وأمتكم خبر إن أي هذه شريعتكم التي بينت لكم ووضحت لكم وقوله أمة واحدة نصب على الحال ولهذا قال : { وأنا ربكم فاعبدون } كما قال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : [ نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد ] يعني أن المقصود هو عبادة الله وحده لا شريك له بشرائع متنوعة لرسله كما قال تعالى : { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } .
وقوله : { وتقطعوا أمرهم بينهم } أي اختلفت الأمم على رسلها فمن بين مصدق لهم ومكذب ولهذا قال : { كل إلينا راجعون } أي يوم القيامة فيجازي كل بحسب عمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال : { فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن } أي قلبه مصدق وعمل صالحا { فلا كفران لسعيه } كقوله : { إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا } أي لا يكفر سعيه وهو عمله بل يشكر فلا يظلم مثقال ذرة ولهذا قال : { وإنا له كاتبون } أي يكتب جميع عمله فلا يضيع عليه منه شيء