هكذا يذكر تعالى قصة مريم وابنها عيسى عليهما السلام مقرونة بقصة زكريا وابنه يحيى عليهما السلام فيذكر أولا قصة زكريا ثم يتبعها بقصة مريم لأن تلك مربوطة بهذه فإنها إيجاد ولد من شيخ كبير قد طعن في السن ومن امرأة عجوز عاقر لم تكن تلد في حال شبابها ثم يذكر قصة مريم وهي أعجب فإنها إيجاد ولد من أنثى بلا ذكر هكذا وقع في سورة آل عمران وفي سورة مريم وههنا ذكر قصة زكريا ثم أتبعها بقصة مريم بقوله : { والتي أحصنت فرجها } يعني مريم عليها السلام كما قال في سورة التحريم : { ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا } .
وقوله { وجعلناها وابنها آية للعالمين } أي دلالة على أن الله على كل شيء قدير وأنه يخلق ما يشاء وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وهذا كقوله : { ولنجعله آية للناس } قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا عمر بن علي حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن شعيب يعني ابن بشر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : { للعالمين } قال : العالمين الجن والإنس