غير مالك لم يأته الا النفير فقال لهم لو أراد أحد ان يعيبكم بأكثر مما تفعلون ما قدر عليه إذا حدثتكم عن اصحابكم فانما يأتيني النفير اعرف فيكم الكراهه وإذا حدثتكم عم مالك امتلا على الموضع فقد بان بلزوم محمد بن الحسن مالكا لحمل العلم عنه روبته في الناس رضا منه وموافقه لمن جعله إماما ومختارا التمييز بين الرواه قال أبو محمد فلما لم نجد سبيلا الى معرفه شيء من معاني كتاب الله ولا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلّم الا من جهه النقل والروايه وجب ان نميز بين عدول الناقلة والرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبه ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله D وعن رسوله صلى الله عليه وسلّم بنقل الرواه حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم واثبات الذين عرفناهم بشرائط العداله والثبت في الروايه مما يقتضيه حكم العداله في نقل الحديث وروايته بأن يكونوا امناء في أنفسهم علماء بدينهم أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث واتقان به وتثبت فيه وان يكونوا أهل تمييز وتحصيل لا يشوبهم كثير من الغفلات ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه ولا يشبه عليهم بالاغلوطات وان يعزل عنهم الذين جرحهم أهل العداله وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثره