أخطأهم خرج فى مائتى راكب من المسلمين وهو صائم وهم صوام حتى بلغ عسفان وبلغ كراع الغميم فأفطر وأفطر المسلمون معه ثم رجع ولم يركيدا وجعل يقول فى رجوعه آئبون تائبون عابدون ولربنا حامدون أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور وسوء المنظر فى الأهل والمال والولد .
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلّم المدينة وأقام أياما أغار عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الغزارى فى خيل من غطفان على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالغابة وفيها رجل من بنى غفار وامرأة فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة واللقاح فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى اثرهم حتى بلغ ذا قرد واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وتلاحق به الناس وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم بذى قرد يوما وليلة وصلى بهم صلاة الخوف ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلّم قافلا إلى المدينة وانقلب عيينة بمن معه وكانت سرح المسلمين بالمدينة بذى قرد فقدم ثمانية نفر من عرينة فأسلموا فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلّم إلى السرح فشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا