والغالب عليه طريقة أهل الكلام من المعتزلة ولا حظ له في أجزاء الحكمة كالهندسة والطب والنجوم والموسيقى والمنطق وأما الجزء الألهي فلا عين ولا أثر وشعره فليس بذاك وكان يتشيع بمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيدية وذكر فيه صفات ردية من الحدق والحسد ونحو ذلك وهذا ينافي أنه كان شافعيا قال بن النجار مات سنة خمس وثمانين وثلاث مائة في صفر وكان مولده سنة ست وعشرين وثلاث مائة في ذي القعدة ذكر أبو حيان أن رجلا من أهل سمرقند ناظره فقال له بن عباد ما تقول في القرآن فقال إن كان مخلوقا كما تزعم فماذا ينفعك وإن كان غير مخلوق كما يزعم خصمك فماذا يضرك فقال أنت لم تخرج من خراسان فنهض الرجل وكان ليلا فقال له إلى أين بت هاهنا فقال أنا لم أخرج من خراسان فكيف أبيت بالري قال أبو حيان كان بن عباد يضع أحاديث من الفحش على بني ثوابه ويرويها عنهم قلت وقد طعن ياقوت في معجم الأدباء على بن حيان وقال أظن الرسالة من وضعه كعادته وقال أبو حيان ولقد كتب إليه بعض الأكابر رسالة يونبه فيها على طريقته يقول فيها إنك تظهر القول بالوعيد ثم ترتكب كل كبيرة أيها المدل بالتوحيد والعدل أفي العدل أن ترتكب قتل النفس المحرمة وتخدم الظلمة الغشمة إلى غير ذلك من المنهيات أكان هذا في مذهب أسلافك كواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد والجعفرين قال أبو حيان بلغ من هزالته أنه قضى لشخص حاجة بعشر باذنجان والمائة باذنجانة إذ ذاك بدانق قال وشاع في أيامه الجدال والمراء والشك والإلحاد لأنه منع أهل القصص والتذكير والرقائق من الكلام ومنع من رواية الحديث وقال الحديث حشو وطردهم وأجلس التجار يخدع الديلم ويزعم أنه على مذهب زيد بن علي ثم صار يجلس لأصحاب الحديث ويفسد ويكذب