لسالكي الطريقة في الابتداء وليست لها حقيقة ونقل عن أبي الرضى الجرجاني قال حضر أحمد عند أخيه أبي حامد وهو يقرأ سورة الأنعام فوقف على الباب ساعة ثم رجع فقال له من الغد سمعت أنك حضرت فلم رجعت فإني كنت أقرأ سورة الأنعام فقال له أحمد ما سمعت سورة الأنعام ولكن سمعت حساب البقال فقال نعم أخذت الحوائج من البقال فبلغ الحساب مبلغا فشغل قلبي وغلبني حالة القراءة وذكره أبو الفرج في المنتظم عن بعض الزهاد أنه زار أبا الفتوح فوجده في أيوان وبين يديه تل من الورد وعلى رأسه مملوك جميل الصورة إلى الغاية يروح عليه قال فتحدثت معه ثم وقع في خاطري شيء من أمره فنظرني شزرا وقال يا هذا اتق الله وإذا كنت وسواس فلا تقع في الناس قال فاستغفرت فانقبض مني ثم أنشد ... من حرم نظرة المليح ... من حرم أن أريح روحي ... ... مالي أمل بغير لحظ ... عدوي أبو أبلا جموح ... وقال بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة كان أبو الفتوح قاصا ظريفا واعظا سلك في وعظه مسلكا منكرا لأنه كان يتعصب لإبليس ويقول أنه سيد الموحدين وقال يوما من لم يتعلم التوحيد من إبليس فهو زنديق لأنه أمر أن يسجد لغير سيده فأبى وقال مرة لما قال له موسى أرني فقال لن تراني هذا شغلك تصطفي آدم ثم تسود وجهه وتخرجه من الجنة وتدعوني إلى الطور ثم تشمت بي الأعداء إلى غير ذلك من هذا الشطح وذكر بن الجوزي في المنتظم من ذلك أشياء كثيرة