الحديث حسن الكلام فيه فصيح العبارة تام المعرفة بالنحو واللغة وله كتب نفيسة وكان ظاهري المذهب كثير الوقيعة في الأئمة وفي السلف من العلماء خبيث اللسان أحمق شديد الكبر قليل النظر في أمور الدين متهاونا وحدثني علي بن الحسن أبو العلاء الأصبهاني وناهيك بن جلالة ونبلا قال لما قدم بن دحية علينا أصبهان نزل على أبي في الخانكاه فكان يكرمه يجله فدخل على والدي يوما ومعه سجادة فقبلها ووضعها بين يديه وقال صليت على هذه السجادة كذا كذا ألف ركعة وختمت القرآن في جوف الكعبة مرات قال فاخذها والدي وقبلها ووضعها على رأسه وقبلها منه مبتهجا بها فلما كان آخر النهار حضر عندنا رجل من أهل أصبهان فتحدث عندنا إلى أن انفق أن قال كان الفقيه المغربي الذي عندكم اليوم في السوق اشترى سجادة حسنة بكذا وكذا فأمر والدي بإحضار السجادة فقال الرجل أي والله هذه فسكت والدي وسقط بن دحية من عينه وأرخ وفاته في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وست مائة ومن تركيبات بن دحية أنه حدث بصحيح مسلم بسماعه له زعم من القاضي أبي عبد الله بن زرقون أخبرنا به أحمد بن محمد الخولاني أنا الحافظ أبو ذر الهروي أخبرنا أبو بكر الجوزقي أنا حامد بن الشرقي أنا مسلم وهذا إسناد مركب ولم يسمع أبو ذر من الجوزقي في صحيح مسلم على الوحه وانما سمع منه أحاديث من حديث مسلم كان الجوزقي يرويها عن بن الشرقي وعن مكي بن عبدان عن مسلم نعم للجوزقي من مكي أجازه عن مسلم وهذا الإسناد خفي على من لم يعرف طريقة المغاربة في تجويزهم إطلاق أخبرنا في الإجازة ولا ريب في صحة إجازة كل من ذكر في هذا الإسناد عمن رواه عنه والله أعلم وقد ذكره أبو حيان فقال من خطه نقلت اشتهر بهذه البلاد في أفواه شبان المحدثين أنه تكلم فيه ولا يبعد