وكان ممن شهد العقبة وكان نقيب بن الحارث بن الخزرج . وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضاء والمشاهد كلها مع رسول الله A إلا الفتح وما بعده فإنه كان قد قتل قبله . وهو أحد الأمراء في غزوة مؤتة وهو خال النعمان بن بشير .
روى حماد بن زيد عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن عبد الله بن رواحة أتى النبي A وهو يخطب فسمعه يقول : اجلسوا . فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرغ النبي A من خطبته فبلغ ذلك النبي A فقال له : " زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله " .
وكان عبد الله أول خارج إلى الغزو وآخر قافل . وكان من الشعراء الذين يناضلون عن رسول الله A ومن شعر في النبي A : " البسيط " .
إني تفرست فيك الخير أعرفه ... والله يعلم أن ما خانني البصر .
أنت النبي ومن يحرم شفاعته ... يوم الحساب فقد أزرى به القدر .
فثبت الله ما آتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا .
فقال النبي A : " وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة " . قال هشام بن عروةك فثبته الله أحسن الثبات فقتل شهيدا وفتحت له أبواب الجنة فدخلها شهيدا .
قال أبو الدرداء : أعوذ بالله أن يأتي علي يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة كان إذا لقيني مقبلا ضرب بين ثديي وغذا لقيني مدبرا ضرب بين كتفي ثم يقول : يا عويمر اجلس فلنؤمن ساعة . فنجلس فنذكر الله ما شاء ثم يقول : يا عويمر هذه مجالس الإيمان .
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال : سار عبد الله بن رواحة - يعني إلى مؤته - وكان زيد بن أرقم يتيما في حجره فحمله في حقيبة رحله وخرج به غازيا إلى مؤتة فسمعه زيد من الليل وهو يتمثل أبياته التي قال : " الوافر " .
إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء .
فشأنك فانعمي وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي .
وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الشام مشهور الثواء .
وردك كل ذي نسب قريب ... إلى الرحمن منقطع الإخاء .
هنالك لا أبالي طلع بعل ... ولا نخل أسافلها رواء .
فلما سمعه زيد بكى فخفقه بالدرة وقال : ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبيتي الرحل ! .
ولزيد يقول عبد الله بن رواحة : " الرجز " .
يا زيد زيد اليعملات الذبل ... تطاول الليل هديت فانزل .
يعني : انزل فسق بالقوم .
قال : وحدثنا ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال : أمر رسول الله A على الناس يوم مؤتة زيد بن حارثة فإن أصيب فجعفر ب أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فإن أصيب عبد الله فليرتض المسلمون رجلا فليجعلوه عليهم . فتجهز الناس وتهيؤوا للخروج فودع الناس أمراء رسول الله A وسلموا عليهم فلما ودع الناس أمراء رسول الله A وسلموا عليهم وودعوا عبد الله بن رواحة بكى . قالوا : ما يبكيك يا ابن رواحة فقال : أنا والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكن سمعت رسول الله A يقرأ : " وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا " " مريم 71 " فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال المسلمون : صحبكم الله وردكم إلينا صالحين ودفع عنكم . فقال ابن رواحة : " البسيط " .
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرغ يقذف الزبدا .
أو طعنة بيدي حران مجهزة ... بحربة تنفيذ الأحشاء والكبدا .
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي ... يا أرشد الله من غاز وقد رشدا