كان قديم الإسلام أسلم والنبي A بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة ثم قدم إلى مكة حين بلغه أن النبي A هاجر إلى المدينة فحبسه قومه بمكة حتى قدم بعد الخندق .
وكان خيرا فاضلا . وكان أصغر سنا من عمرو . وقيل : إنما منعه قومه بمكة عن الهجرة إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها النبي A .
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق : حدثني نافع عن ابن عمر عن أبيه قال : لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص قلنا : الميعاد بيننا أضاة بني غفار فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه . فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنا هشام بن العاص وفتن فافتتن . وقدمن المدينة وكنا نقول : والله ما الله بقابل من هؤلاء توبة ! .
قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا . وكانوا يقولونه لأنفسهم فأنزل الله تعالى فيهم : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " إلى قوله " مثوى للمتكبرين " قال عمر : فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام . فقال هشام : فلما قدمت علي خرجت إلى ذي طوى فجعلت أصعد فيها وأصوب لأفهمها فعرفت أنا أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا . فجلست على بعيري فلحقت برسول الله A .
قيل : إنه استشهد يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاثة عشرة وقيل : بل استشهد باليرموك ضرب رجلا من غسان فقتله فكرت غسان على هشام فقتلوه وكرت عليه الخيل حتى عاد عليه عمرو أخوه فجمع لحمه فدفنه .
وقال خالد بن معدان : لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع ضيق لا يعبره إلا إنسان بعد إنسان فجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه فتقدم هشام فقاتلهم حتى قتل ووقع على تلك الثلمة فسدها فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص : أيها الناس إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل . ثم أوطأه هو ثم تبعه الناس حتى قطعوه . فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى المعسكر كر عليه عمرو فجعل يجمع لحمه وعظامه وأعضاءه ثم حمله في نطع فواراه .
وقد روي عن النبي A أنه قال : ابنا العاص مؤمنان .
أخرجه الثلاثة .
هشام بن العاص .
هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي وأمه ابنة عمه عاتكة بنت الوليد بن المغيرة أخت خالد .
وهو ابن أخي أبي جهل بن هشام قتل أبوه العاص يوم بدر كافرا كان مع أخيه أبي جهل قتله عمر بن الخطاب . وهو خال عمر في قول . وهو الذي جاء إلى النبي A يوم الفتح فكشف عن ظهره ووضع يده على خاتم النبوة فأزال رسول الله A يده وضرب صدره ثلاثا وقال : اللهم أذهب عنه الغل والحسد . فكان الأوقص - وهو : محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص - يقول : نحن أقل أصحابنا حسدا أخرجه أبو عمر .
هشام بن عامر .
هشام بن عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري .
كان اسمه في الجاهلية شهابا فغيره النبي A وسماه هشاما واستشهد أبوه عامر يوم أحد . وسكن هشام البصرة وهو والد سعد بن هشام الذي سأل عائشة عن وتر رسول الله A . وتوفي هشام بالبصرة .
أخبرنا أبو الربيع سليمان بن أبي البركات محمد بن محمد بن خميس حدثني أبي حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن طوق أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن المرجي حدثنا أبو يعلى الموصلي حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن هشام بن عامر قال : جاءت الأنصار يوم أحد فقالوا : يا رسول الله بنا قروح وجهد فكيف تأمرنا قال : احفروا وأوسعوا واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر . فقالوا : من نقدم قال : قدموا أكثرهم قرآنا . قال : فقدم أبين بين يدي اثنين من الأنصار - أو قال : واحد من الأنصار .
هشام بن عتبة