بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة الليثي وقيل إنه واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر والأول أصح وأكثر إن شاء الله تعالى . أسلم والنبي A يتجهز إلى تبوك ويقال إنه خدم النبي A ثلاث سنين وكان من أهل الصفة . يقال : إنه نزل البصرة وله بها دار ثم سكن الشام وكان منزله على ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال بها البلاط وشهد المغازي بدمشق وحمص ثم تحول إلى بيت المقدس ومات بها وهو ابن مائة سنة قيل بل توفي بدمشق في آخر خلافه عبد الملك سنة خمس أو ست وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة يكنى أبا الأسقع وقيل يكنى أبا محمد وقال ابن معين كنيته أبو قرصافة وهو قول الواقدي سكن الشام روى عنه الشاميون مكحول وعبد الله بن عامر اليحصبي وشداد بن عمارة وروى عنه أبو المليح بن أسامة الهذلي .
وحشي بن حرب .
الحبشي من سودان مكة مولى لطعيمة بن عدي . ويقال : هو مولى جبير بن مطعم بن عدي كذا قال ابن إسحاق وأكثرهم قال يكنى أبا دسمة وهو الذي قتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي A يوم أحد وكان يومئذ وحشي كافرا استخفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه وكان يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ واستشهد حمزة حينئذ ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف وشهد اليمامة ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة وزعم أنه أصابه وقتله . وكان يقول : قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس حكى ذلك جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن وحشي . وفي خبره ذلك أن رسول الله A قال لوحشي حين أسلم : " غيب وجهك عني يا وحشي لا أراك " . وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن يسار أنه قال سمعت ابن عمر يقول : سمعت قائلا يقول يوم اليمامة قتله العبد الأسود . وقال موسى بن عقبة عن ابن شهاب مات وحشي بن حرب في الخمر فيما زعموا .
قال أبو عمر : رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه حرب بن وحشي عن أبيه وحشي وهو إسناد ليس بالقوي يأتي بمناكير وقد ظن بعض أهل الحديث أن هذا الإسناد : وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده ليس هو وحشي هذا فغلط والله أعلم . وزعم محمد بن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بن حرب الذي يروي عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة وأن ذلك كان يسكن دمشق وهذا الذي روى عنه ولده سكن حمص وليس كما قال والذي سكن حمص هو الذي قتل حمزة ولا يصح وحشي بن حرب غيره .
والدليل على ذلك ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ . قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران قال : حدثنا محمد بن نمير قال : حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال : خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار فمررنا بحمص وبها وحشي فقلنا لو أتيناه فسألناه عن قتله حمزة كيف قتله فأقبلنا نحوه فلقينا رجلا ونحن نسأل عنه فقال إنه رجل قد غلبت عليه الخمر فإن تجداه صاحيا تجداه رجلا عربيا يحدثكما ما شئتما من حديث وإن تجداه على غير ذلك فانصرفا عنه فأقبلنا حتى انتهينا إليه وذكر تمام الخبر .
وفي هذا ما يدل على أن وحشيا قاتل حمزة سكن حمص وهو الذي يحدث عنه ولده . وهو إسناد ضعيف لا يحتج به . وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد والله أعلم .
وحوح بن الأسلت .
واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامر بن مرة بن مالك الأوسي الأنصاري أخو أبي قيس بن الأسلت الشاعر ولم يسلم أبو قيس بن الأسلت . ذكر الزبير عن عمه مصعب عن عبد الله بن محمد بن عمارة قال كانت لوحوح صحبة وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد وله يقول أبو قيس أخوه حين خرج إلى مكة مع أبي عامر : .
أرى وحوحا ولى علي بأمره ... كأني امرؤ من حضرموت غريب .
كأني امرؤ ولى ولا ود بيننا ... وأنت حبيب في الفؤاد قريب .
وإن بني العلات قوم وإنني ... أخوك فلا يكذبك عنك كذوب .
أخوك إذا تأتيك يوما عظيمة ... تحملها والنائبات تنوب