وقال قتادة : لما أقبل أهل مصر إلى المدينة في شأن عثمان رأى رجل منهم في المنام كأن قائلا يقول له : بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار وهو لا يعرف المغيرة رأى ذلك ثلاث ليال فجعل يحدث بذلك أصحابه فلما كان يوم الدار خرج المغيرة يقاتل والرجل ينظر إليه فخرج إليه رجل فقتله ثم آخر فقتله حتى قتل ثلاثة والرجل ينظر إليه ويقول ما رأيت كاليوم أما لهذا أحد يخرج إليه فلما قتل الثلاثة وثب إليه الرجل فحذفه بسيفه فأصاب رجله ثم ضربه حتى قتله ثم قال : من هذا قالوا : هو المغيرة بن الأخنس . فقال : ألا أراني صاحب الرؤيا المبشر بالنار ! .
فلم يزل يبشر حتى هلك .
المغيرة بن الحارث .
بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي . أخو أبي سفيان بن الحارث ابن عم رسول الله A له صحبة . وقد قيل : إن أبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة ولا يصح . والصحيح أنه أخوه والله أعلم .
المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو سفيان بن الحارث غلبت عليه كنيته . قال بعضهم : اسمه المغيرة وقال آخرون : بل له أخ يسمى المغيرة قد ذكرنا أبا سفيان هذا وطرفا من أخباره في باب الكنى لأنه ممن غلبت عليه كنيته .
المغيرة بن أبي ذئب .
واسم أبي ذئب هشام بن شعبة بن عبد الله بن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب جد محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب الفقيه المدني . ولد عام الفتح . وروى عن عمر بن الخطاب وروى عنه ابن أبي ذئب .
المغيرة بن شعبة .
بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس وهو ثقيف الثقفي يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عيسى وأمه امرأة من بني نصر بن معاوية . أسلم عام الخندق وقدم مهاجرا وقيل إن أول مشاهده الحديبية روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لابنه عبد الرحمن وكان اكتنى أبا عيسى إني أبو عيسى . فقال : قد اكتنى بها المغيرة بن شعبة على عهد رسول الله A فقال عمر : للمغيرة أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله فقال : إن رسول الله A كناني فقال : إن رسول الله A قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يزل يكنى بأبي عبد الله حتى هلك . وكان المغيرة رجلا طوالا ذا هيبة أعور أصيبت عينه يوم اليرموك .
وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال : .
إن تحت الأحجار حزما وجودا ... وخصيما ألد معلاق .
حية في الوجار أربد لا ين ... فع منه السليم نفث الراقي .
ثم قال أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت شديد الأخوة لمن آخيت .
روى مجالد عن الشعبي قال : دهاة العرب أربعة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد .
فأما معاوية فللأناة والحلم وأما عمرو فللمعضلات وأما المغيرة فللمبادهة وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي عن الأصمعي قال : كان معاوية يقول أنا للإناة وعمرو للبديهة وزياد للصغير والكبير والمغيرة للأمر العظيم . قال أبو عمر : يقولون : إن قيس بن سعد بن عبادة لم يكن في الدهاء بدون هؤلاء مع كرم كان فيه وفضل .
حدثنا سعيد بن مسور قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن علي حدثنا محمد بن قاسم حدثنا ابن وضاح قال : حدثنا سحنون عن ابن نافع قال : أحصن المغيرة ابن شعبة ثلاثمائة امرأة في الإسلام . قال ابن وضاح : غير ابن نافع يقول : ألف امرأة . ولما شهد على المغيرة عند عمر عزله عن البصرة وولاه الكوفة فلم يزل عليها إلى أن قتل عمر فأقره عليه عثمان ثم عزله عثمان فلم يزل كذلك واعتزل صفين فلما كان حين الحكمين لحق بمعاوية فلما قتل علي وصالح معاوية الحسن ودخل الكوفة ولاه عليها وتوفي سنة خمسين . وقيل : سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرا عليها لمعاوية واستخلف عليها عند موته ابنة عروة . وقيل : بل استخلف جريرا فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادا مع البصرة وجمع له العراقين وتوفي المغيرة بن شعبة بالكوفة في داره بها في التاريخ المذكور