وروى الشعبي عن فروة بن نوفل الأشجعي ومسروق ولفظ الحديث لفروة الأشجعي قال : كنت جالسا مع ابن مسعود فقال : إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين . فقلت : يا أبا عبد الرحمن : إنما قال الله تعالى : " إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " النحل 120 . فأعاد قوله : إن معاذا فلما رأيته أعاد عرفت أنه تعمد الأمر فسكت . فقال : أتدري ما الأمة وما القانت قلت : الله أعلم . قال : الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به ويقتدي والقانت المطيع لله وكذلك كان معاذ بن جبل معلما للخير مطيعا لله ولرسوله .
معاذ بن الحارث .
الأنصاري من بني النجار . شهد الخندق . وقد قيل : إنه لم يدرك من حياة النبي A إلا ست سنين ويكنى أبا حليمة . وقال الطبري : يكنى أبا الحارث يعرف بالقاري . مدني . روى عنه عمران بن أبي أنس . غلب عليه معاذ القاري . وعرف بذلك وهو الذي أقامه عمر بن الخطاب فيمن أقام في شهر رمضان ليصلي التراويح وكان ممن شهد يوم الجسر مع أبي عبيد ففر حين فروا فقال عمر : أنا لهم فئة . روى عنه نافع وسعيد المقبري وعبد الله بن الحارث البصري وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين قال أبو عمر : يكنى أبا الحارث وأبو حليمة أكثر .
معاذ بن زرارة .
بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر الأنصاري الظفري شهد أحدا هو وابناه أبو نملة وأبو درة .
معاذ بن الصمة .
بن عمرو الجموح بن حرام شهد أحدا وقتل يوم الحرة قاله العدوي .
معاذ بن عثمان .
أو عثمان بن معاذ القرشي التيمي . هكذا قال ابن عيينة عن ابن قيس عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن رجل من قومه يقال له عثمان بن معاذ أو معاذ بن عثمان من بني تيم أنه سمع رسول الله A يعلم الناس مناسكهم فكان فيما قال لهم : " فارموا الجمرة بمثل حصى الخذف " .
معاذ ابن عفراء .
ونسب إلى أمه عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وهو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن سواد هكذا قال ابن إسحاق . وقال ابن هشام : هو معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار . وقال موسى بن عقبة : معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث شهد بدرا هو وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء وهم بنو الحارث بن رفاعة . وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين وشهد معاذ بعد بدر أحدا والخندق والمشاهد كلها في قول بعضهم وبعضهم يقول إنه جرح يوم بدر جرحه ابن ماعض أحد بني زريق فمات من جراحته بالمدينة كذا ذكره خليفة . وذكر ابن إدريس عن ابن إسحاق أنه عاش إلى زمن عثمان .
وقال خليفة بن خياط : مات معاذ ابن عفراء في خلافة علي بن أبي طالب وقال الواقدي : يروى أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل معاذ هذا في النفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة ويجعل في النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رسول الله A من الأنصار فأسلموا لم يتقدم أحد . وقال الواقدي : وأمر الستة أثبت الأوقاويل عندنا . قال : وآخى رسول الله A بين معاذ بن الحارث ابن عفراء ومعمر بن الحارث . قال الواقدي : وتوفي معاذ بن الحارث بعد قتل عثمان أيام حرب علي ومعاوية .
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يوسف بن بهلول حدثنا ابن إدريس عن ابن إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر ورجل آخر كلاهما عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال معاذ ابن عفراء : سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون : أبو الحكم لا يخلص إليه . قال : فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة فظننت قدمه بنصف ساقه وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي وأجهضني القتال عنه ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني وضعت عليها قدمي ثم تمطيت بها حتى طرحتها . ثم عاش حتى كان زمن عثمان . هكذا ذكر ابن أبي خيثمة هذا الخبر بالإسناد المذكور عن ابن إسحاق لمعاذ ابن عفراء