حدثنا خلف بن القاسم قال : حدثنا ابن المفسر قال : حدثنا أحمد بن علي قال : حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه قال : كان معاذ رجلا شابا جميلا من أفضل سادات قومه سمحا لا يمسك فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين فأتى للنبي A فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له فأبوا ولو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ من أجل رسول الله A فباع النبي A ماله كله في دينه حتى قام معاذ بغير شيء حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي A إلى طائفة من أهل اليمن ليجبره فمكث معاذ باليمن أميرا وكان أول من اتجر في مال الله هو . فمكث حتى أصاب وحتى قبض رسول الله A فلما قدم قال عمر لأبي بكر : أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه وخذ سائره منه فقال أبو بكر : إنما بعثه النبي A ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني فانطلق عمر إليه إذ لم يطعه أبو بكر فذكر ذلك لمعاذ فقال معاذ : إنما أرسلني إليه النبي A ليجبرني ولست بفاعل . ثم أتى معاذ عمر فقال : قد أطعتك وأنا فاعل ما أمرتني به فإني رأيت في المنام أني في حومة ماء قد خشيت الغرق فخلصتني منه يا عمر . فأتى معاذ أبا بكر فذكر ذلك كله له وحلف لا يكتم شيئا فقال أبو بكر : لا آخذ منك شيئا قد وهبته لك . فقال عمر : هذا خير حل وطاب فخرج معاذ عند ذلك إلى الشام .
وقال المدائني : مات معاذ بن جبل بناحية الأردن في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين سنة قال : ولم يولد له قط كما قال الواقدي : وذكر أبو حاتم الرازي أنه مات وهو ابن ثمان وعشرين سنة . وحدثنا أحمد بن فتح قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري حدثنا العباس بن محمد البصري حدثنا الحسين بن نصر عن أحمد بن صالح المصري قال : توفي معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وثلاثين سنة . وقال غيره : كان سنه يوم مات ثلاثا وثلاثين سنة .
قال أبو عمر : كان عمر قد استعمله على الشام حين مات أبو عبيدة فمات من عامه ذلك في الطاعون فاستعمل موضعه عمرو بن العاص . وعمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس .
حدثنا خلف بن القاسم حدثنا ابن أبي الميمون حدثنا أبو زرعة قال : حدثني محمد بن عائذ عن أبي مسهر قال : قرأت في كتاب زيد بن عبيدة توفي معاذ بن جبل وأبو عبيدة سنة تسع عشرة . قال أبو زرعة قال لي أحمد بن حنبل : كان طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وفيه مات معاذ وأبو عبيدة . وقال أبو زرعة : كان الطاعون سنة سبع عشرة وثمان عشرة وفي سنة سبع عشرة رجع عمر من سرغ بجيش المسلمين لئلا يقدمهم على الطاعون ثم عاد في العام المقبل سنة ثمان عشرة حتى أتى الجابية فاجتمع إليه المسلمون فجند الأجناد . ومصر الأمصار وفرض الأعطية والأرزاق ثم قفل إلى المدينة فيما حدثني دحيم عن الوليد بن مسلم وذكر دحيم عن الوليد بن مسلم عن الموقري عن الزهري قال : أصاب الناس الطاعون بالجابية فقام عمرو بن العاص فقال : تفرقوا عنه فإنما هو بمنزلة نار فقام معاذ بن جبل فقال : لقد كنت فينا ولأنت أضل من حمار أهلك سمعت رسول الله A يقول : " هو رحمة لهذه الأمة اللهم فاذكر معاذا وآل معاذ فيمن تذكره بهذه الرحمة " . روى عن معاذ بن جبل من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عباس وعبد الله بن أبي أوفى وأنس بن مالك وأبو أمامة الباهلي وأبو قتادة الأنصاري وأبو ثعلبة الخشني وعبد الرحمن بن سمرة العبشمي وجابر بن سمرة السوائي . حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال : حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ببغداد حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا هشيم عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : قبض معاذ بن جبل وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة . روى الثوري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال : كان عبد الله بن عمر يقول : حدثنا عن العاقلين . قال : من هما قال : هما معاذ بن جبل وأبو الدرداء