ومن أحسن شيء يروى في مقتل عمر Bه وأصحه ما حدثنا خلف بن قاسم بن سهل قال : حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال : حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال : حدثنا أحمد بن سليمان قال : حدثنا عبيد الله بن موسى قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو ابن ميمون قال : شهدت عمر يوم طعن وما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته وكان رجلا مهيبا فكنت في الصف الذي يليه فأقبل عمر Bه فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ففاجأ عمر Bه قبل أن تستوي الصفوف ثم طعنه ثلاث طعنات فسمعت عمر وهو يقول : دونكم الكلب فإنه قتلني وماج الناس وأسرعوا إليه فجرح ثلاثة عشر رجلا فانكفأ عليه رجل من خلفه فاختضنه فماج الناس بعضهم في بعض حتى قال قائل : الصلاة عباد الله طلعت الشمس فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى بنا بأقصر سورتين في القرآن : " إذا جاء نصر الله " . و " إنا أعطيناك الكوثر " . واحتمل عمر ودخل عليه الناس فقال : يا عبد الله بن عباس اخرج فناد في الناس إن أمير المؤمنين يقول : أعن ملأ منكم هذا فخرج ابن عباس فقال : أيها الناس أعن ملأ منكم هذا فقالوا : معاذ الله والله ما علمنا ولا اطلعنا . وقال : ادعوا لي الطبيب فدعي الطبيب فقال : أي الشراب أحب إليك قال : النبيذ فسقي نبيذا فخرج من بعض طعناته فقال الناس : هذا دم صديد . قال : اسقوني لبنا فخرج من الطعنة فقال له الطبيب : لا أرى أن تمسي فما كنت فاعلا فافعل . وذكر تمام الخبر في الشورى وتقديمه لصهيب في الصلاة وقوله في علي عليه السلام : إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق الأجلح المستقيم يعني عليا . وقوله في عثمان وغيره . فقال له ابن عمر : ما يمنعك أن تقدم عليا قال : أكره أن أحملها حيا وميتا .
وذكر الواقدي قال : أخبرني نافع عن أبي نعيم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : غدوت مع عمر بن الخطاب Bه إلى السوق وهو متكىء على يدي فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال : ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي قال : كم خراجك قال : دينار . قال : ما أرى أن أفعل إنك لعامل محسن وما هذا بكثير . ثم قال له عمر : ألا تعمل لي رحى قال : بلى . فلما ولى قال أبو لؤلؤة : لأعملن لك رحى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب . قال : فوقع في نفسي قوله . قال : فلما كان في النداء لصلاة الصبح خرج عمر إلى الناس يؤذنهم للصلاة . قال ابن الزبير : وأنا في مصلاي وقد اضطجع له عدو الله أبو لؤلؤة فضربه بالسكين ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي قتلته فصاح عمر : أين عبد الرحمن بن عوف فقالوا : هو ذا يا أمير المؤمنين . قال : تقدم فصل بالناس فتقدم عبد الرحمن فصلى بالناس وقرأ في الركعتين ب " قل هو الله أحد " . و " قل يأيها الكافرون " . واحتملوا عمر فأدخلوه منزله فقال لابنه عبد الله : اخرج فانظر من قتلني . قال : فخرج عبد الله بن عمر فقال : من قتل أمير المؤمنين فقالوا : أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فرجع فأخبر عمر فقال : الحمد لله الذي لم يجعل قتلي بيد رجل يحاجني بلا إله إلا الله ثم قال : انظروا إلى عبد الرحمن بن عوف فذكر الخبر في الشورى بتمامه .
حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الدولابي حدثنا محمد بن حميد حدثنا علي بن مجاهد قال : اختلف علينا في شأن أبي لؤلؤة فقال بعضهم : كان مجوسيا وقال بعضهم : كان نصرانيا فحدثنا أبو سنان سعيد بن سنان عن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون الأودي قال : كان أبو لؤلؤة أزرق نصرانيا وجأه بسكين له طرفان فلما جرح عمر جرح معه ثلاثة عشر رجلا في المسجد ثم أخذ فلما أخذ قتل نفسه .
واختلف في سن عمر Bه يوم مات فقيل : توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة كسن النبي A وسن أبي بكر حين توفيا روى ذلك من وجوه عن معاوية ومن قول الشعبي . وروى عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : توفي عمر وهو ابن بضع وخمسين سنة .
وقال أحمد بن حنبل عن هشيم عن علي بن زيد عن سالم بن عبد الله أن عمر قبض وهو ابن خمس وخمسين وقال الزهري : توفي وهو ابن أربع وخمسين سنة . وقال قتادة : توفي وهو ابن اثنين وخمسين . وقيل : مات وهو ابن ستين . وقيل : مات وهو ابن ثلاث وستين