وما روى عن النبي A أنه قال : " رأيت في المنام كأني وزنت بأمتي فرجحت ثم وزن أبو بكر فرجح ثم وزن عمر فرجح " وفي هذا بيان واضح في فضله على عمر . وقال عمر Bه : ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه ولوددت أني شعرة في صدر أبي بكر .
وذكر سيف بن عمر عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم النخعي . قال : أول من ولى شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب ولاه أبو بكر القضاء فكان أول قاض في الإسلام وقال : اقض بين الناس فإني في شغل وأمر ابن مسعود بعس المدينة .
وأما القصة التي ذكرت في تسمية عمر نفسه أمير المؤمنين فذكر الزبير قال : قال عمر لما ولي : كان أبو بكر يقال له خليفة رسول الله A فكيف يقال لي خليفة خليفة رسول الله يطول هذا قال : فقال له المغيرة بن شعبة : أنت أميرنا ونحن المؤمنون . فأنت أمير المؤمنين . قال : فذاك إذن .
قال أبو عمر : وأعلى من هذا في ذلك ما حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أبو أحمد بن الحسين بن جعفر بن إبراهيم حدثنا أبو زكريا يحيى بن أيوب بن بادي العلاف حدثنا عمر بن خالد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة لأي شيء كان أبو بكر Bه يكتب : من خليفة رسول الله وكان عمر يكتب : من خليفة أبي بكر ومن أول من كتب عبد الله أمير المؤمنين فقال : حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات الأول أن عمر بن الخطاب Bه كتب إلى عامل العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين أسألهما عن العراق وأهله . فبعث إليه عامل العراق لبيد بن ربيعة العامري وعدي بن حاتم الطائي فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص فقالا له : استأذن لنا على أمير المؤمنين يا عمرو فقال عمرو : أنتما والله أصبتما باسمه نحن المؤمنون وهو أميرنا . فوثب عمرو فدخل على عمر فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين . فقال عمر : ما بدا لك في هذا الاسم يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن . قال : إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد وقالا لي : استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين فهما والله أصابا اسمك أنت الأمير ونحن المؤمنون . قال : فجرى الكتاب من يومئذ .
قال أبو عمر : وكانت الشفاء جدة أبي بكر وروينا من وجوه أن عمر بن الخطاب Bه كان يرمي الجمرة فأتاه جمر فوقع على صلعته فأدماه وثمة رجل من بني لهب فقال : أشعر أمير المؤمنين لا يحج بعدها . قال : ثم جاء إلى الجمرة الثانية فصاح رجل : يا خليفة رسول الله . فقال : لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هذا . فقتل عمر بعد رجوعه من الحج .
قال محمد بن حبيب : لهب مكسورة اللام : قبيلة من قبائل الأزد تعرف فيها العيافة والزجر .
قال أبو عمر : قتل عمر Bه سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة طعنه أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة لثلاث بقين من ذي الحجة هكذا قال الواقدي . وغيره قال : لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين .
وروى سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري قال : قتل عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر .
وقال أبو نعيم : قتل عمر بن الخطاب يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وكانت خلافته عشر سنين ونصفا .
أخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السلام حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يقول : قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب Bه فطعن معه اثنا عشر رجلا فمات ستة وقال : فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا ثم برك عليه فلما رآه أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ نفسه فقتلها