وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله جل وعلا : " فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " البقرة 137 .
وقال أسد : حدثنا محمد بن طلحة قال : حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيي بن أخطب قال : شهدت مقتل عثمان فأخرج من الدار أمامي أربعة من شبان قريش ملطخين بالدم محمولين كانوا يدرءون عن عثمان Bه الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير ومحمد بن حاطب ومروان بن الحكم . وقال محمد بن طلحة : فقلت له : هل ندى محمد بن أبي بكر بشيء من دمه قال : معاذ الله دخل عليه فقال له عثمان : يا بن أخي لست بصاحبي . وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشيء من دمه قال : فقلت لكنانة : من قتله قال : قتله رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم . ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول : أنا قاتل نعثل .
وروى سعيد المقبري عن أبي هريرة قال : إني لمحصور مع عثمان Bه في الدار قال : فرمي رجل منا فقلت : يا أمير المؤمنين الآن طاب الضراب قتلوا منا رجلا قال : عزمت عليك يا أبا هريرة إلا رميت سيفك فإنما تراد نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي . قال أبو هريرة : فرميت سيفي لا أدري أين هو حتى الساعة . وكان معه في الدار من يريد الدفع عنه : عبد الله ابن عمر وعبد الله بن سلام وعبد الله بن الزبير والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن حاطب وزيد بن ثابت Bهم ومروان بن الحكم في طائفة من الناس منهم المغيرة بن الأخنس فيومئذ قتل المغيرة بن الأخنس . قتل قبل قتل عثمان Bه .
وذكر ابن السراج قال : حدثنا يوسف بن موسى حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن ثابت بن عبيد عن أبي جعفر الأنصاري قال : دخلت مع المصريين على عثمان فلما ضربوه خرجت أشتد حتى ملأت فروجي عدوا حتى دخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة سوداء فقال : ويحك ما وراءك قلت : قد والله فرغ من الرجل فقال : تبا لكم آخر الدهر فنظرت فإذا هو علي بن أبي طالب Bه .
حدثنا محمد بن إبراهيم قال : حدثنا أحمد بن مطرف حدثنا الأعناقي حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا عبد الملك بن الماجشون عن مالك قال : لما قتل عثمان Bه ألقي على المزبلة ثلاثة أيام فلما كان من الليل أتاه اثنا عشر رجلا فيهم حويطب بن عبد العزى وحكيم بن حزام . وعبد الله بن الزبير وجدي فاحتملوه فلما صاروا به إلى المقبرة ليدفنوه ناداهم قوم من بني مازن : والله لئن دفنتموه هنا لنخبرن الناس غدا فاحتملوه وكان على باب وإن رأسه على الباب ليقول : طق طق حتى صاروا به إلى حش كوكب فاحتفروا له وكانت عائشة بنت عثمان Bهما معها مصباح في جرة فلما أخرجوه ليدفنوه صاحت فقال لها ابن الزبير : والله لئن لم تسكتي لأضربن الذي فيه عيناك قال : فسكتت فدفن قال مالك : وكان عثمان Bه يمر بحش كوكب فيقول : إنه سيدفن ها هنا رجل صالح .
أخبرني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر بمصر حدثنا أحمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا حفص بن غياث حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : أرادوا أن يصلوا على عثمان Bه فمنعوا فقال رجل من قريش أبو جهم بن حذيفة دعوه وقد صلى الله D عليه وصلى رسوله A .
واختلف في سنه حين قتلوه فقال ابن إسحاق : قتل وهو ابن ثمانين سنة . وقال غيره : قتل وهو ابن ثمان وثمانين سنة . وقيل ابن تسعين سنة وقال قتادة : قتل عثمان Bه وهو ابن ست وثمانين سنة . وقال الواقدي : لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة . وهو قول أبي اليقظان . ودفن ليلا بموضع يقال له حش كوكب وكوكب : رجل من الأنصار والحش : البستان . وكان عثمان Bه قد اشتراه وزاده في البقيع فكان أول من دفن فيه وحمل على لوح سرا .
وقد قيل : إنه صلى عليه عمرو بن عثمان ابنه وقيل : بل صلى عليه حكيم بن حزام . وقيل : المسور بن مخرمة . وقيل : كانوا خمسة أو ستة وهم : جبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهنم بن حذيفة وتيار بن مكرم وزوجتاه : نائلة وأم البنين بنت عيينة ونزل في القبر أبو جهم وجبير وكان حكيم وزوجتاه أم البنين ونائلة يدلونه فلم دفنوه غيبوا قبره رضي الله تعالى عنه