وذكر أسد أنبأنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن أبي حازم عن عائشة قالت : قال رسول الله A : " ادعوا لي بعض أصحابي " . فقلت : أبو بكر قال : " لا " . فقلت : عمر قال : " لا " . فقلت : ابن عمك علي قال : " لا " فقلت : عثمان قال : " نعم " . فلما جاء قال لي بيده فتنحيت فجعل رسول الله A يساره ولون عثمان Bه يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قيل له : ألا تقاتل قال : لا إن رسول الله A عهد إلي عهدا وأنا صابر نفسي عليه .
وذكر المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال : أشرف عليهم عثمان وهو محصور فقال : السلام عليكم فما رد عليه أحد . فقال : أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي وجعلت فيه رشائي كرشاء رجل من المسلمين فقيل : نعم . قال : فعلام تمنعوني عن مائها وأفطر على الماء المالح ثم قال : أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من أرض فزدته في المسجد فهل علمتهم أن أحدا منع أن يصلي فيه قبلي قال ابن عمر : أذنب عثمان ذنبا عظيما يوم التقى الجمعان بأحد فعفا الله عنه D وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقلتموه . وسئل ابن عمر عن علي وعثمان Bهما فقال للسائل : قبحك الله تسألني عن رجلين كلاهما خير مني تريد أن أغض من أحدهما وأرفع من الآخر .
وقال علي Bه : من تبرأ من دين عثمان فقد تبرأ من الإيمان والله ما أعنت على قتله ولا أمرت ولا رضيت .
وبويع لعثمان Bه بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب Bه بثلاثة أيام بإجتماع الناس عليه . وقتل بالمدينة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة ذكره المدائني عن أبي معشر عن نافع .
وقال المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان النهدي : قتل عثمان Bه في وسط أيام التشريق . وقال ابن إسحاق : قتل عثمان Bه على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عمر بن الخطاب وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله A .
وقال الواقدي : قتل عثمان يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التلبية سنة خمس وثلاثين . وقد قيل : إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة . وقد روى ذلك عن الواقدي أيضا .
وقال الواقدي : وحاصروه تسعة وأربعين يوما وقال الزبير : حاصروه شهرين وعشرين يوما وكان أول من دخل الدار عليه محمد بن أبي بكر فأخذ بلحيته فقال له : دعها يا بن أخي والله لقد كان أبوك يكرمها فاستحيا وخرج ثم دخل رومان بن سرحان رجل أزرق قصير محدود عداده في مراد وهو من ذي أصبح معه خنجر فاستقبله به وقال : على أي دين أنت يا نعثل فقال عثمان : لست بنعثل ولكني عثمان بن عفان وأنا على ملة إبراهيم حنيفا مسلما وما أنا من المشركين . قال : كذبت وضربه على صدغه الأيسر فقتله فخر Bه وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها وكانت امرأة جسيمة ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا فقال : والله لأقطعن أنفه فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها وقبضت على السيف فقطع إبهامها فقالت لغلام لعثمان يقال له رباح ومعه سيف عثمان : أعني على هذا وأخرجه عني . فضربه الغلام بالسيف فقتله وبقي عثمان Bه يومه مطروحا إلى الليل فحمله رجال على باب ليدفنوه فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه فوجدوا قبرا قد كان حفر لغيره فدفنوه فيه وصلى عليه جبير بن مطعم .
واختلف فيمن باشر قتله بنفسه فقيل : محمد بن أبي بكر ضربه بمشقص . وقيل : بل حبسه محمد بن أبي بكر وأسعده غيره كان الذي قتله سودان بن حمران . وقيل : بل ولي قتله رومان اليمامي . وقيل : بل رومان رجل من بني أسد بن خزيمة . وقيل : بل إن محمد بن أبي بكر أخذ بلحيته فهزها وقال : ما أغنى عنك معاوية وما أغنى عنك ابن أبي سرح وما أغنى عنك ابن عامر . فقال : يا بن أخي أرسل لحيتي فوالله إنك لتجبذ لحية كانت تعز على أبيك وما كان أبوك يرضى مجلسك هذا مني . فيقال : إنه حينئذ تركه وخرج عنه . ويقال : إنه حينئذ أشار إلى من كان معه فطعنه أحدهم وقتلوه . والله أعلم