والخطبة التي خطبها عتبة بن غزوان محفوظة عند العلماء مروية مشهورة من طرق منها ما حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال : حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان قال : حدثنا أحمد بن معتب قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا سليمان بن المغيرة عن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال : خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء وأنتم منتقلون عنها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم فإنه ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي سبعين عاما لا يدرك لها قعرا والله لتملأن فعجبتم ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما وليأتين عليها يوم وللباب كظيظ من الزحام . ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله A ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فاشتققتها بيني وبين سعد بن مالك فأتزرت ببعضها وأتزر ببعضها فما أصبح اليوم منا واحد إلا وهو أمير على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الناس صغيرا فإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون عاقبتها ملكا وستبلون الأمراء أو قال : ستجربون الأمراء بعدي .
عتبة بن فرقد السلمي .
أبو عبد الله له صحبة ورواية كان أميرا لعمر بن الخطاب على بعض فتوحات العراق . روى سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال : جاءني كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد وينسبونه عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك وهو فرقد بن أسعد بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي وأمه آمنة بنت عمر بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف .
حدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا ابن أبي دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا علي بن عاصم حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثتني أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت : كنا عند عتبة بن فرقد ثلاث نسوة ما منا واحدة إلا وهي تجتهد في الطيب لتكون أطيب ريحا من صاحبتها وما يمس عتبة ابن فرقد طيبا إلا أن يلتمس دهنا وكان أطيب ريحا منا . فقلت له في ذلك فقال : أصابني الشرى على عهد رسول الله A فأقعدني رسول الله A بين يديه فتجردت وألقيت ثيابي على عورتي فنفث رسول الله A في كفه ثم دلك بها الأخرى ثم أمرهما على ظهري وبطني فعبق بي ما ترون . وروى شعبة عن حصين عن امرأة عتبة ابن فرقد أن عتبة بن فرقد غزا مع رسول الله A غزوتين .
عتبة بن أبي لهب .
واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي . أسلم هو وأخوه معتب يوم الفتح وكانا قد هربا فبعث العباس فيهما فأتى بهما فأسلما فسر النبي A بإسلامهما ودعا لهما وشهدا معه حنينا والطائف ولم يخرجا عن مكة ولم يأتيا المدينة ولهما عقب عند أهل النسب Bهما .
عتبة بن مسعود الهذلي .
حليف لبني زهرة أخو عبد الله بن مسعود شقيقه . وقد قيل : بل أمه امرأة من هذيل أيضا غير أم عبد الله والأكثر أنه أخوه لأبيه وأمه وقد جرى من ذكر نسبه إلى هذيل في باب أخيه ما أغنى عن ذكره ها هنا . يكنى عتبة بن مسعود أبا عبد الله . هاجر مع أخيه عبد الله بن مسعود إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية ثم قدم المدينة فشهد أحدا وما بعدها من المشاهد . روى عبد الرزاق عن معمر قال : سمعت الزهري يقول : ما عبد الله عندنا بأفقه من عتبة ولكن عتبة مات سريعا كذا قال معمر .
وقال ابن عيينة : سمعت ابن شهاب يقول : ما كان عبد الله بن مسعود بأقدم صحبة من أخيه عتبة بن مسعود ولكن عتبة مات قبله . ولما مات عتبة بن مسعود بكى عليه أخوه عبد الله فقيل له : أتبكي قال : نعم . أخي في النسب وصاحبي مع رسول الله A وأحب الناس إلي إلا ما كان من عمر بن الخطاب Bه .
ومات عتبة بن مسعود بالمدينة وصلى عليه عمر بن الخطاب Bه .
وقال المسعودي : مات عتبة بن مسعود قبل أخيه عبد الله حين خلافة عمر بن الخطاب وصلى عليه عمر بن الخطاب Bه .
عتبة بن الندر