قال علي : وقد روى هذا الحديث الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة حدثنا محمد بن عبيد حدثنا الأعمش عن شقيق قال : سمعت حذيفة يقول : إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد A عبد الله بن مسعود من حين يخرج إلى أن يرجع لا أدري ما يصنع في بيته ولقد علم المحفظون من أصحاب محمد A أن عبد الله من أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة .
قال علي : وقد رواه عبد الرحمن بن يزيد عن حذيفة حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر قالا : حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال : قلت لحذيفة : أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله A حتى نلزمه فقال : ما أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله A حتى يواريه جدار بيته من ابن أم عبد .
وروى وكيع وجماعة معه عن الأعمش عن أبي ظبيان قال : قال لي عبد الله بن عباس : أي القراءتين نقرأ قلت : القراءة الأولى قراءة ابن أم عبد فقال : أجل هي الآخرة إن رسول الله A كان يعرض القرآن على جبرئيل في كل عام مرة فلما كان العام الذي قبض فيه رسول الله A عرضه عليه مرتين فحضر ذلك عبد الله فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل .
وروى أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال : جئتك من الكوفة وتركت بها رجلا يحكي المصحف عن ظهر قلبه فغضب عمر غضبا شديدا وقال : ويحك ومن هو قال : عبد الله بن مسعود . قال : فذهب عنه ذلك الغضب وسكن وعاد إلى حاله وقال : والله ما أعلم من الناس أحدا هو أحق بذلك منه وذكر تمام الخبر .
وبعثه عمر بن الخطاب Bه إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب إليهم : إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب رسول الله A من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي وقال فيه عمر : كنيف ملىء علما .
وسئل علي Bه عن قوم من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود فقال : أما ابن مسعود فقرأ القرآن وعلم السنة وكفى بذلك .
وروى الأعمش عن شقيق أبي وائل قال : لما أمر عثمان في المصاحف بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا فقال : أيأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول الله A سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب به الغلمان والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته ثم استحيى مما قال فقال : وما أنا بخيركم . قال شقيق : فقعدت في الحلق فيها أصحاب رسول الله A فما سمعت أحدا أنكر ذلك عليه ولا رد ما قال .
حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر حدثنا ابن دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا يوسف بن علي ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالخروج إلى المدينة اجتمع إليه الناس وقالوا : أقم ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه . فقال لهم عبد الله : إن له علي طاعة وأنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها . فر الناس وخرج إليه . وروى عن ابن مسعود أنه قال حين نافر الناس عثمان Bه : ما أحب أني رميت عثمان بسهم .
وقال بعض أصحابه : ما سمعت ابن مسعود يقول في عثمان شيئا قط وسمعته يقول : لئن قتلوه لا يستخلفون بعده مثله . ولما مات ابن مسعود نعى إلى أبي الدرداء فقال : ما ترك بعد مثله . ومات ابن مسعود C بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان . وقيل : بل صلى عليه الزبير ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه ولم يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك وكان يوم توفي ابن بضع وستين سنة .
حدثنا قاسم بن محمد حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا محمد بن سنجر حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن سفيان بن حسين عن يعلي بن سلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : آخى رسول الله A بين الزبير وبين ابن مسعود Bهما .
عبد الله بن أبي مطرف