والثاني التالي المحمود مشهده ... وأول الناس ممن صدق الرسلا .
ويروى أن رسول الله A قال لحسان : " هل قلت في أبي بكر شيئا " قال : نعم وأنشده هذه الأبيات وفيها بيت رابع وهي : .
والثاني اثنين في الغار المنيف وقد ... طاف العدو به إذ صعدوا الجبلا .
فسر النبي A بذلك فقال : " أحسنت يا حسان " . وقد روى فيها بيت خامس : .
وكان حب رسول الله قد علموا ... خير البرية لم يعدل به رجلا .
وروى شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي . قال : أبو بكر أول من أسلم . واختلف في مكث رسول الله A مع أبي بكر في الغار فقيل : مكثا فيه ثلاثا يروي ذلك عن مجاهد . وقد روى في حديث مرسل أن النبي A قال : " مكثت مع صاحبي في الغار بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا ثمر البرير " يعني الأراك وهذا غير صحيح عند أهل العلم بالحديث والأكثر على ما قاله مجاهد . والله أعلم . وروى الجريري عن أبي نضرة قال : قال أبو بكر لعلي Bهما : أنا أسلمت قبلك . في حديث ذكره فلم ينكر عليه ومما قيل في أبي بكر Bه قول أبي الهيثم بن التيهان فيما ذكروا : .
وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصديق والمرء من عدي .
أولاك خيار الحي فهر بن مالك ... وأنصار هذا الدين من كل معتدي .
وقال فيه أبو محجن الثقفي : .
وسميت صديقا وكل مهاجر ... سواك يسمى باسمه غير منكر .
سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهر .
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا ... وكنت رفيقا للنبي المطهر .
وسمي الصديق لبداره إلى تصديق رسول الله A في كل ما جاء به A . وقيل : بل قيل له الصديق لتصديقه له في خبر الإسراء . وقد ذكرنا الخبر بذلك في غير هذا الموضع .
وكان في الجاهلية وجيها رئيسا من رؤساء قريش وإليه كانت الأشناق في الجاهلية والأشناق : الديات كان إذا حمل شيئا قالت فيه قريش : صدقوه وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه أبو بكر وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه . وأسلم على يد أبي بكر : الزبير وعثمان وطلحة وعبد الرحمن بن عوف .
وروى سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : أسلم أبو بكر وله أربعون ألفا أنفقها كلها على رسول الله A في سبيل الله . وقال رسول الله A : " ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر " . وأعتق أبو بكر سبعة كانوا يعذبون في الله منهم : بلال وعامر بن فهيرة .
وفي حديث التخيير قال علي Bه : فكان رسول الله A هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به .
وقال رسول الله A : " دعوا لي صاحبي فإنكم قلتم لي : كذبت وقال لي : صدقت " .
وقال رسول الله A في كلام البقرة والذئب : " آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم علما بما كانا عليه من اليقين والإيمان . وقال عمرو بن العاص : يا رسول الله من أحب الناس إليك قال : " عائشة " قلت : من الرجال قال : " أبوها " .
وروى مالك عن سالم بن أبي النضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله A : " إن من آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر "