وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم فهاموا ولم يوجدوا ولم يسمع لهم بأثر : طالب بن أبي طالب وسنان بن حارثة ومرداس بن أبي عامر أبو عباس بن مرداس .
وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم ولما أعطى رسول الله A المؤلفة قلوبهم من سبي حنين الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن مائة مائة من الإبل ونقص طائفة من المائة منهم عباس بن مرداس جعل عباس بن مرداس يقول إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن : .
أتجعل نهبي ونهب العبي ... د بين عيينة والأقرع .
فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع .
وما كنت دون امرىء منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع .
وقد كنت في القوم ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع .
فصالا أفاثل أعطيتها ... عديد قوائمها الأربع .
وكانت نهابا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع .
وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع .
وفى رواية ابن عقبة وابن إسحاق إلا أفائل أعطيتها والذي في الأصل هو سفيان بن عيينة عن عمرو بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية ابن رفاعة عن رافع بن خديج . ورواية ابن إسحاق أيضا فقال رسول الله A : " اذهبوا فاقطعوا عني لسانه فأعطوه حتى رضي " . وكان شاعرا محسنا مشهورا بذلك .
وروي أن عبد الملك بن مروان قال يوما وقد ذكروا الشعراء في الشجاعة فقال : أشجع الناس في الشعر عباس بن مرداس حيث يقول : .
أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها .
وله في يوم حنين أشعار حسان ذكر كثيرا منها ابن إسحاق ومنها قوله وهو من جيد قوله في ذلك : .
ما بال عينك فيها عائر سهر ... مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر .
عين أقاد بها من شوقها أرق ... فالماء يغمرها طورا وينحدر .
كأنه نظم در عند ناظمه ... تقطع السلك منه فهو منتثر .
يا بعد منزل من ترجو مودته ... ومن أتى دونه الصمان والحفر .
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد ... ولى الشباب وجاء الشيب والذعر .
واذكر بلاء سليم في مواطنها ... وفي سليم لأهل الفخر مفتخر .
في شعر مطول مذكور في المغازي في حنين .
ومن قوله المستحسن : .
جزى الله خيرا خيرنا لصديقه ... وزوده زادا كزاد أبي سعد .
وزوده صدقا وبرا ونائلا ... وما كان في تلك الوفادة من حمد .
وهو القائل : .
يا خاتم النباء إنك مرسل ... بالحق كل هدى السبيل هداكا .
إن الإله بنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سماكا .
وكان عباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية أيضا أبو بكر الصديق وعثمان بن مظعون وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وقيس بن عاصم وحرمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم وعبد الله بن جدعان وشيبة بن ربيعة وورقة بن نوفل والوليد بن المغيرة وعامر بن الظرب ويقال هو أول من حرمها في الجاهلية على نفسه . ويقال : بل عفيف بن معد يكرب العبدي .
كان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة . روى عنه ابنه كنانة بن عباس .
باب عبد .
عبد بن جحش بن رئاب .
الأسدي من بني أسد بن خزيمة تقدم ذكر نسبه إلى أسد عند أخيه عبد الله بن جحش يكنى عبد هذا أبا أحمد غلبت عليه كنيته وعرف بها هو حليف حرب بن أمية كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة وهو من المهاجرين الأولين صهر رسول الله A وقد ذكرناه في الكنى بأتم من هذا .
عبد أبو حدرد الأسلمي .
هو مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل سلامة وأكثرهم يقولون عبد يعد في المدنيين وهو والد عبد الله بن أبى حدرد ووالد أم الدرداء وسنذكر خبره في الكنى .
عبد بن زمعة بن قيس