ومن حديث صالح بن كيسان وعبد الملك بن نوفل بن مساحق والشعبي وابن أبي ليلى بمعنى واحد أن عليا Bه قال في خطبته حين نهوضه إلى الجمل : إن الله D فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره وما صلحت دنيا ولا دين إلا به وإني بليت بأربعة أدهى الناس وأسخاهم طلحة وأشجع الناس الزبير وأطوع الناس في الناس عائشة وأسرع الناس إلى فتنة يعلى بن أمية والله ما أنكروا علي شيئا منكرا ولا استأثرت بمال ولا ملت بهوى وإنهم ليطلبون حقا تركوه ودما سفكوه ولقد ولوه دوني وإن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه وما تبعة عثمان إلا عندهم وإنهم لهم الفئة الباغية بايعوني ونكثوا بيعتي وما استأنوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم وإني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم فإن قبلوا فالتوبة مقبولة والحق أولى ما انصرف إليه وإن أبوا أعطيتهم حد السيف وكفى به شافيا من باطل وناصرا والله إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون .
وقد روي عن علي Bه أنه قال : والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممن قال الله تعالى : " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " .
وروى معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن الجارود بن أبي سبرة قال : نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال : لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله .
وروى حصين عن عمرو بن جاوان قال : سمعت الأحنف يقول لما التقوا كان أول قتيل طلحة بن عبيد الله .
وروى حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين قال : رمي طلحة بن عبيد الله بسهم فأصاب ثغرة نحره قال : فأقر مروان أنه رماه .
وروى جويرية عن يحيى بن سعيد عن عمه قال : رمى مروان طلحة بسهم ثم التفت إلى أبان بن عثمان فقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك .
وذكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أسامة قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : حدثنا قيس قال : رمى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته . قال : فجعل الدم يسيل فإذا أمسكوه أمسك وإذا تركوه سال قال : فقال : دعوه قال : وجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت ركبته فقال : دعوه فإنما هو سهم أرسله الله تعالى فمات فدفناه على شاطىء الكلأ فرأى بعض أهله أنه أتاه في المنام فقال : ألا تريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ثلاث مرات يقولها . قال : فنبشوه فإذا هو أخضر كأنه السلق فنزعوا عنه الماء ثم استخرجوه فإذا ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة بعشرة آلاف درهم فدفنوه فيها .
قال : وأخبرنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال : كان مروان مع طلحة يوم الجمل فلما اشتبكت الحرب قال مروان : لا أطلب بثأري بعد اليوم . قال : ثم رماه بسهم فأصاب ركبته فما رقأ الدم حتى مات وقالك دعوه فإنما هو سهم أرسله الله .
حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد السلام بن صالح حدثنا علي بن مسهر حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن مروان أبصر طلحة بن عبيد الله واقفا يوم الجمل فقال : لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فأصاب فخذه فشكها بسرجه فانتزع السهم عنه فكانوا إذا أمسكوا الجرح انتفخت الفخذ فإذا أرسلوه سال فقال : طلحة دعوه فإنه سهم من سهام الله تعالى أرسله فمات ودفن فرآه مولى لي ثلاث ليال في المنام كأنه يشكو إليه البرد فنبش عنه فوجدوا ما يلي الأرض من جسده مخضرا وقد تحاص شعره فاشتروا له دارا من دور أبي بكرة بعشرة آلاف درهم فدفنوه فيها .
وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبيه أن رجلا رأى فيما يرى النائم أن طلحة بن عبيد الله قال : حولوني عن قبري فقد آذاني الماء ثم رآه أيضا حتى رآه ثلاث ليال فأتى ابن عباس فأخبره فنظروا فإذا شقه الذي يلي الأرض قد اخضر من نز الماء فحولوه قال : فكأني أنظر إلى الكافور بين عينيه لم يتغير إلا عقيصته فإنها مالت عن موضعها .
وقتل طلحة Bه وهو ابن ستين سنة . وقيل ابن اثنتين وستين سنة وقيل ابن أربع وستين سنة - يوم الجمل .
وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقيل كانت سنه يوم قتل خمسا وسبعين وما أظن ذلك صحيحا