وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية واسمها رملة تزوجها سنة ست وبنى بها سنة سبع زوجه إياها النجاشي واختلف فيمن عقد عليها على ما يأتي به الخبر عند ذكرها في بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى .
وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق كانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس وذلك سنة ست وقيل سنة خمس وهم الأكثر والصواب فكاتبها فأدى رسول الله A كتابها وتزوجها .
وميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعه نكحها سنة سبع في عمرة القضاء على حسب ما ذكرناه في بابها من كتاب النساء إن شاء الله .
وصفية بنت حيي بن أخطب اليهودي وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي فاشتراها رسول الله A بأرؤس اختلفوا في عددها وأعتقها وتزوجها وذلك سنة سبع .
فهؤلاء أزواجه اللواتي لم يختلف فيهن وهن إحدى عشرة امرأة منهن ست من قريش وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون وأربع من سائر العرب وتوفي في حياته منهم اثنتان خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة وزينت بنت خزيمة بالمدينة وتخلف منهن تسع بعده A .
وأما اللواتي أختلف فيهن ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها ولم يدخل بها أو خطبها ولم يتم له العقد منها فقد اختلف فيهن وفي أسباب فراقهن اختلافا كثيرا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن وقد ذكرنا جميعهن كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء من كتابنا هذا والحمد الله وحده .
ثم بدأ برسول الله A مرضه الذي مات منه يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بنت ميمونة ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة وكان A قد ولد يوم الاثنين ونبيء يوم الاثنين وخرج من مكة مهاجرا يوم الاثنين وقدم المدينة يوم الاثنين وقبض A يوم الاثنين ضحى في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة ودفن A يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس وقيل بل دفن A ليلة الأربعاء .
ذكر إبن إسحاق قال حدثتني فاطمة بنت محمد عن عمرة عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله A حتى سمعنا صوت المساجي من جوف الليل ليلة الأربعاء وصلى عليه علي والعباس رضى الله عنهما وبنو هاشم ثم خرجوا ثم دخل المهاجرون ثم الأنصار ثم الناس يصلون عليه أفذاذا لا يؤمهم أحد ثم النساء والغلمان .
وقد أكثر الناس في ذكر من أدخله قبره وفي هيئة كفنه وفي صفة خلقه وخلقه وغزواته وسيره مما لا سبيل في كتابنا إلى ذكره وإنما أجرينا من ذكره A هاهنا لمعا يحسن الوقوف عليها والمذاكرة بها تبركا بذكره في أول الكتاب والله الموافق للصواب وأصح ذلك أنه نزل في قبره العباس عمه وعلي رضى الله عنهما معه وقثم بن العباس والفضل بن العباس ويقال كان أوس بن خولي وأسامة بن زيد معهم وكان آخرهم خروجا من القبر قثم بن العباس وكان آخر الناس عهدا برسول الله A ذكر ذلك ابن عباس وغيره وهو الصحيح وقد ذكر عن المغيرة بن شعبة في ذلك خبر لا يصح أنكره أهل العلم ودفعوه وألحد له A وبنى في قبره اللبن يقال تسع لبنات وطرح في قبره سمل قطيفة كان يلبسها فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها وأهالوا التراب على لحده وجعل قبره مسطوحا ورش عليه الماء رشا .
حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله A : " ما صدق نبي ما صدقت وإن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد " .
وأما فضائله وأعلام نبوته فقد وضع فيها جماعة من العلماء وجمع كل منا ما انتهت إليه روايته ومطالعته وهي أكثر من أن تحصى الحمد لله .
مراثي الرسول .
A .
وما رثي به A قول صفية عمته قال الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال حدثني أبي عبد الله بن مصعب قال رويت عن هشام بن عروة لصفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله A :