قال أبو عمر للزبير بن عبد المطلب ابن يسمى حجلا وقد قال بعضهم أن اسمه المغيرة أيضا وأما أبو لهب وأبو طالب فأدركا الإسلام ولم يسلما وكان عبد الله أبو رسول الله A وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة وأم حكيم وأمية وأروى وبره وعاتكة بنات عبد المطلب لأب وأم أمهم فاطمة بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم .
وكان حمزة وصفية والمقوم وحجل لأب وأم أمهم هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة .
وكان العباس وضرار وقثم لأب وأم أمهم نتيلة بنت جناب بن كليب من النمر بن قاسط وقيل بل هي نتيلة بنت جندب بن عمرو ابن عامر من النمر بن قاسط وأم الحارث صفية بنت جنيدب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة لا شقيق له منهم .
وقيل أم الحارث سمراء بنت جنيدب بن جندب بن حرثان بن سواءة ابن عامر بن صعصة وأم أبي لهب لبى بنت هاجر من خزاعة .
شهد حمزة بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا مشهورا قيل إنه قتل عتبة ابن ربيعة مبارزة يوم بدر كذا قال موسى بن عقبة وقيل بل قتل شيبة ابن ربيعة مبارزة قاله ابن إسحاق وغيره وقتل يومئذ طعيمة بن عدي أخا المطعم بن عدي وقتل يومئذ أيضا سباعا الخزاعي وقيل بل قتله يوم أحد قبل أن يقتل وشهد أحدا بعد بدر فقتل يومئذ شهيدا قتله وحشي ابن حرب الحبشي مولى جبير بن عدي على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنه ودفن هو و ابن أخته عبد الله ابن جحش في قبر واحد .
روى عن رسول الله A أنه قال : " حمزة سيد الشهداء " . وروى : " خير الشهداء ولولا أن تجد صفية لتركت دفنه حتى يحشر في بطون الطير والسباع " . وكان قد مثل به وبأصحابه يومئذ .
قال ابن جريج مثل الكفار يوم أحد بقتلى المسلمين كلهم إلا حنظله إبن الراهب لأن أبا عامر الراهب كان يومئذ مع أبي سفيان فتركوا حنظلة لذلك .
وقال كثير بن زيد عن المطلب عن حنطب لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة فان أباه كان من المشركين و بقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة وجعلت تلوك كبده ثم لفظته فقال النبي A : " لو دخل بطنها لم تدخل النار " . قال لم يمثل بأحد ما مثل بحمزة قطعت هند كبده و جدعت أنفه و قطعت أذنيه و بقرت بطنه فلما رأى النبي A ما صنع بحمزة قال : " لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم فأنزل الله D : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله " . النحل : 126 : 127 . الآية .
قال معمر عن قتادة مثل بالمسلمين يوم أحد فأنزل الله تعالى : " وإن عاقبتم " . " ولئن صبرتم " . ثم قال : " واصبر وما صبرك إلا بالله " . النحل : 127 .
حدثنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا محمد بن محمد بن بدر حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا إسحاق بن يوسف عن ابن عوف عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة يقاتل بين يدي رسول الله A يوم أحد بسيفين فقال قائل أي أسد فبينا هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع منها على ظهره فانكشف الدرع عن بطنه فطعنة وحشي الحبشي بحربة أو قال برمح فأنفذه .
وروى عبد الله بن نمير عن أبي حماد الحنفي عن عبد الله بن محمد عقيل عن جابر بن عبد الله لما رأى النبي A حمزة قتيلا بكى فلما رأى ما مثل به شهق .
وروى صالح المري عن سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة قال وقف رسول الله A على حمزة وقد قتل ومثل به فلم يرى منظرا كان أوجع لقلبه منه فقال : " رحمك الله أي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات فوالله لئن أظفرني الله بالقوم لأمثلن بسبعين منهم " . قال فما برح حتى نزلت : " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " . النحل : 126 فقال رسول الله A : " بل نصبر " . وكفر عن يمينه .
وذكر الواقدي قال لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله A : " لكن حمزة لا بواكي له إلى اليوم " . إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها .
وأنشد أبو زيد عن عمر بن شبه لكعب بن مالك يرثي حمزة وقال ابن إسحاق هي لعبد الله بن رواحه :