مقدمة مفيدة تذكر في أول التفسير قبل الفاتحة .
قال أبو بكر بن الأنباري : نزل في المدينة من القرآن ( البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق وعشر من التحريم وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله ) هؤلاء السور نزلت في المدينة وسائر السور بمكة .
فأما عدد آيات القرآن العظيم فستة آلاف آية ثم اختلف فيما زاد على ذلك .
وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها .
فصل : .
واختلف في معنى السورة مما هي مشتقة ؟ فقيل : من الأرتفاع ( قال النابغة : .
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب ) .
فكأن القارىء ينتقل بها من منزلة إلى منزلة وقيل : لشرفها وارتفاعها كيور البلد لإحاطته بمنازله ودوره وقيل : سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه .
وأول الآية : فأصل معناها العالامة سميت بذلك لانقطاع الكالم الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها أي هي بائنة عن أختها ومنفردة قال تعالى : { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت } .
وقيل : سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها .
وأما الكلمة : فهي اللفظة الواحدة وقد تكون على حرفين مثل " ما " و " لا " ونحو ذلك وقد تكون أكثر وأكثر ما تكون عشرة أحرف مثل { أنلزمكموها } و { فأسقيناكموه } وقد تكون الكلمة الواحدة آية مثل { والضحى } ومثل { والفجر } .
فصل : .
قال القرطبي : أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية ك ( ابراهيم ) و ( نوح ) و ( لوط ) واختلفوا : هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية ؟ فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا : ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية فهو من باب ما توافقت فيه اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة وغيرهم ( انظر التحقيق الذي ذكرناه في كتابنا " التبيان في علوم القرآن " صفحة / 225 / تحت عنوان ( هل في القرآن الكريم ألفاظ غير عربية ) ؟