316 - الأرضون سبع في كل أرض نبي كنبيكم .
رواه البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح كما قال الحاكم عن ابن عباس في قوله تعالى { الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن } قال سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم وآدم كآدمكم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى وفي لفظ كآدمكم وكنوحكم وكإبراهيمكم وكعيساكم قال البيهقي في الشعب هو شاذ بالمرة .
قال السيوطي هذا من البيهقي في غاية الحسن فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن لاحتمال صحة الإسناد مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته .
وقيل : هل آدم ومن بعده المذكورون فيما عدا الأرض الأولى من الأنس أو من غيرهم ؟ وهل هم متعبدون بمثل من تعبد في الأرض الأولى ؟ وهل هم مقارنون لهم في زمنهم ؟ .
قال ابن حجر الهيثمي في فتاويه : إذا تبين ضعف الحديث أغنى ذلك عن تأويله لأن مثل هذا المقام لا تقبل فيه الأحاديث الضعيفة .
وقال : يمكن أن يؤول الحديث على أن المراد بهم النذر الذين كانوا يبلغون الجن عن أنبياء البشر ولا يبعد أن يسمى باسم النبي الذي بلغ عنه . انتهى . فتدبر فإنه لو صح في نبينا لم يستقم في غيره .
وقال ابن كثير بعد عزوه لابن جرير بلفظ " في كل أرض من الخلق مثل ما في هذه حتى آدم كآدمكم وإبراهيم كإبراهيمكم " هو محمول إن صح عن ابن عباس على أنه أخذه من الإسرائيليات وذلك وأمثاله إذا لم يصح سنده إلى معصوم فهو مردود على قائله انتهى .
تنبيه : ورد في الحديث [ صفحة 123 ] أن بين كل أرض وأرض مسيرة خمسمائة عام كما بين كل سماء وسماء فقد أخرج الحافظ ابن رجب في كتاب التخويف من النار بسنده عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : إن الأرضين سبع : بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمسمائة عام فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في سماء والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك والثانية مسجن الريح فلما أراد أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا قال : يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور قال له الجبار تبارك وتعالى : إذا تكفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله تعالى في كتابه { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } . والثالثة فيها حجارة جهنم والرابعة فيها كبريت جهنم .
قالوا يا رسول الله : للنار كبريت ؟ .
قال نعم والذي نفسي بيده إن فيها لأودية من كبريت لو أرسلت فيها الجبال الرواسي لانماعت والخامسة فيها حياة جهنم وإن أفواهها كالأودية تلسع الكافر اللسعة فلا يبقى منه لحم على وضم ( 1 ) والسادسة فيها عقارب وإن أدنى عقرب منها كالبغال الموكفة تضرب الكافر ضربة ضربتها حر جهنم . والسابعة سقر وفيها إبليس مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء من عباده أطلقه .
أخرجه الحاكم في آخر المستدرك وقال تفرد به أبو الشيخ والحديث صحيح لكن رفعه منكر ولعله موقوف انتهى .
وأقول لعل سمك كل أرض مسيرة خمسمائة عام كسمك السماوات كما ورد بذلك الحديث عن سيد السادات فتدبر .
ومما يناسب إيراده هنا ما رواه الترمذي عن أبي هريرة Bه أنه قال : .
بينا النبي صلى الله عليه وسلّم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب .
فقال : " هل تدرون ما هذا ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " هذا العنان ( 2 ) هذه زوايا الأرض يسوقها الله تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه " .
ثم قال : " هل تدرون ما فوقكم ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " فإنها الرفيع سقف محفوظ وموج مكفوف " .
ثم قال : " هل تدرون ما بينكم وبينها ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله [ صفحة 124 ] أعلم " .
قال : " بينكم وبينها خمسمائة عام " .
ثم قال : " هل تدرون ما فوق ذلك ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " إن فوق ذلك سماءين بعد ما بينهما خمسمائة سنة " .
ثم قال كذلك حتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين ما بين السماء والأرض .
ثم قال : " هل تدرون ما فوق ذلك ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " إن فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين " .
ثم قال : " هل تدرون ما تحتكم ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " إنها الأرض " .
ثم قال : " هل تدرون ما تحت ذلك ؟ " .
قالوا : " الله ورسوله أعلم " .
قال : " إن تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة " .
ثم عد سبع أرضين ثم قال : .
والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله ثم قرأ { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم } .
وقال الترمذي : قراءته صلى الله عليه وسلّم الآية تدل أنه لهبط على علم الله وقدرته