1145 - الحسود لا يسود .
من كلام بعض السلف كما في رسالة القشيري ويحكى عن ذي النون قال في المقاصد ومعناه صحيح .
ففي المرفوع الذي رواه أبو داود الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل وأنه أحد خصال ثلاث أصل لكل خطيئة وقال الأحنف بن قيس لا راحة لحسود .
وروى البيهقي في الشعب عن خليل بن أحمد ما رأيت من ظالم أشبه بمظلوم من حاسد : نفس دائم وعقل هائم وحزن لائم .
وقال بعضهم الحاسد جاحد لأنه لا يرضى بقضاء الواحد .
وفي بعض الكتب الإلهية الحاسد عدو نعمتي وما أحسن ما قيل : .
ألا قل لمن كان لي حاسدا ... أتدري على من أسأت الأدب .
أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب .
وفي الحقيقة الحسود إنما يضر نفسه بل ربما كان سببا لاشتهار المحسود كما قيل : .
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود .
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود .
وقد أفرد ذم الحسد بالتأليف وفي الرسالة القشيرية وإحياء الغزالي ما يكفي ويشفي