- الحديث الثمانون : روي أنه عليه السلام .
- استقى دلوا بنفسه فشرب منه ثم أفرغ باقي الدلو في البئر .
قلت : رواه ابن سعد في " الطبقات " ( 1 ) في " باب حجة النبي صلى الله عليه وسلّم " فقال : أخبرنا عبد الوهاب عن ابن جريج عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أفاض نزع لنفسه بالدلو - يعني من زمزم - لم ينزع معه أحد فشرب ثم أفرغ ما بقي من الدلو ( 2 ) في البئر وقال : لولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لم ينزع منها أحد غيري قال : فنزع هو بنفسه الدلو التي شرب منها لم يعنه على نزعها أحد انتهى . وهذا مرسل وأخرج أحمد في " مسنده " والطبراني في " معجمه " عن ابن عباس قال : جاء النبي عليه السلام إلى زمزم فنزعنا له دلوا فشرب ثم مج فيها ثم أفرغناها في زمزم ثم قال : لولا أن تغلبوا عليها لنزعت بيدي انتهى . وروى الأزرقي في " تاريخ مكة " حدثني جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلّم أفاض في نسائه ليلا فطاف على راحلته يستلم الركن بمحجنه ويقبل طرف المحجن ثم أتى زمزم فقال : انزعوا فلولا أن يغلبوا عليها لنزعت أمر بدلو فنزع له منها فشرب منه ومضمض ثم مج في الدلو وأمر به فأهريق في زمزم والذي تقدم في حديث جابر الطويل : فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال : انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبوا الناس على سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه وهذا آخره .
_________ .
( 1 ) عند ابن سعد : ص 131 ، من : ص 2 - ج 1 .
( 2 ) كذا في - نسخة الدار - أيضا وفي نسخة " الطبقات " المطبوعة " ما بقي من الدلو " [ البجنوري ]