- الحديث الثامن : روى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان .
- إذا افتتح الصلاة كبر وقرأ : سبحانك اللهم وبحمدك إلى آخره ولا يزيد على هذا .
قلت : رواه الدارقطني في " سننه ( 1 ) " حدثنا أبو محمد بن صاعد ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا افتتح الصلاة كبر ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى . ثم قال : إسناده كلهم ثقات انتهى . والحسين بن علي بن الأسود قال المروزي : سئل عنه أحمد بن حنبل فقال : لا أعرفه وقال أبو حاتم : صدوق وقال ابن عدي : يسرق الحديث وأحاديثه لا يتابع عليها وقال الأزدي : ضعيف جدا يتكلمون في حديثه وذكره ابن حبان في " الثقات " وقال : ربما أخطأ انتهى . وقال ابن أبي حاتم في " علله ( 2 ) " سمعت أبي وذكر حديثا رواه محمد بن الصلت عن أبي خالد الأحمر عن حميد بن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم في افتتاح الصلاة : سبحانك اللهم وبحمدك وأنه كان يرفع يديه إلى حذو أذنيه فقال : هذا حديث كذب لا أصل له ومحمد بن الصلت لا بأس به كتبت عنه وله طريق آخر رواه الطبراني " في كتابه المفرد - في الدعاء ( 3 ) " وهو مجلد لطيف فقال : حدثنا أبو عقيل أنس بن مسلم الخولاني ثنا أبو الإصبع عبد العزيز بن يحيى ثنا مخلد بن يزيد عن عائذ بن شريح ( 4 ) عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا استفتح الصلاة يكبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى .
- طريق آخر روى الطبراني أيضا في " الكتاب المذكور " حدثنا محمود ( 5 ) بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى رحموية ( 6 ) ثنا الفضل بن موسى الشيباني عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ( 7 ) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى .
- أحاديث الباب : روى أصحاب السنن الأربعة ( 8 ) من حديث جعفر بن سليمان الضبعي عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا قام من الليل كبر ثم يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول : لا إله إلا الله ثلاثا ثم يقول : الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ثم يقرأ انتهى . بلفظ أبي داود . والترمذي . ولفظ النسائي . وابن ماجه قال : كان إذا استفتح الصلاة يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى . لم يقولا فيه : ثم يقول إلى آخره قال أبو داود : هذا الحديث يقولون : هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا الوهم من جعفر انتهى . وقال الترمذي : هذا أشهر حديث في الباب وقد تكلم في إسناده كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي وقال أحمد : لا يصح هذا الحديث انتهى . وقال المنذري : علي بن علي هذا هو ابن نجاد بن رفاعة البصري كنيته " أبو إسماعيل " وثقه غير واحد وتكلم فيه غير واحد .
- حديث آخر أخرجه أبو داود ( 9 ) عن طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن حرب عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا افتتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك قال أبو داود : ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام وقد روى قصة الصلاة جماعة عن بديل لم يذكروا فيه شيئا من هذا انتهى . وأخرجه الترمذي ( 10 ) وابن ماجه عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة بنحوه سواء قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وحارثة قد تكلم فيه من قبل حفظه انتهى . وبالإسنادين " أعني سند أبي داود . وسند الترمذي " رواه الحاكم في " المستدرك ( 11 ) " وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ولا أحفظ في قوله : سبحانك اللهم وبحمدك في الصلاة أصح من هذا الحديث وقد صح عن عمر بن الخطاب ( 12 ) أنه كان يقوله ثم أخرجه عن الأعمش عن الأسود عن عمر قال : وقد أسنده بعضهم ( 13 ) عن عمر ولا يصح انتهى . والعجب من شيخنا علاء الدين كيف عزا هذا الحديث للحاكم . والبيهقي فقط وهو في السنن كما بيناه وكم يقلد غيره في ذلك وأبو الجوزاء هذا " بجيم وزاي " أوس بن عبد الله الربعي يروي عن ابن عباس . وعائشة وهو يشتبه بأبي الحوراء " بمهملتين " ربيع بن شيبان يروي عن الحسن بن علي بن أبي طالب .
- حديث آخر موقوف أخرجه مسلم في " صحيحه ( 14 ) " عن عبدة وهو ابن أبي لبابة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك انتهى . قال المنذري : وعبدة لا يعرف له سماع من عمر وإنما سمع من ابنه عبد الله ويقال : إنه رأى عمر رؤية انتهى . قال صاحب التنقيح " : وإنما أخرجه مسلم في " صحيحه " لأنه سمعه مع غيره انتهى . وقال الدارقطني في " كتابه العلل " : وقد رواه إسماعيل بن عياش عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية ( 15 ) عن أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلّم وخالفه إبراهيم النخعي فرواه عن الأسود عن عمر قوله : وهو الصحيح انتهى .
- حديث آخر رواه الطبراني في " معجمه " حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس الأشعري ثنا مسعود بن سليمان قال : سمعت الحكم يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا استفتح الصلاة قال : سبحانك اللهم وبحمدك إلى آخره .
- حديث آخر روى الطبراني أيضا حدثنا محمد بن إدريس المصيصي . والحسين بن إسحاق التستري قالا : ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ( 16 ) عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعلمنا : إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ولا تخالف آذانكم ثم قولوا : الله أكبر سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وإن لم تزيدوا على التكبير أجزأكم انتهى . وقد تقدم في مسألة التكبير .
- حديث آخر رواه الطبراني أيضا عن مكحول عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يقول إذا استفتح الصلاة نحوه سواء وأما الاستعاذة فقال النووي في " الخلاصة " : يستحب التعوذ عندنا في كل ركعة قبل القراءة والمعتمد في ذلك قوله تعالى : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } وفيه حديث أبي سعيد المتقدم وقد ضعفه أحمد . والترمذي انتهى . قلت : ويعارضه حديث أبي الجوزاء عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلّم يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة - بالحمد لله رب العالمين - انتهى . الحديث رواه مسلم ( 17 ) وعن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح القراءة - بالحمد لله رب العالمين - ولم يسكت انتهى . ورواه مسلم ( 18 ) أيضا وحديث أنس أيضا أخرجه البخاري ( 19 ) ومسلم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم . وأبا بكر . وعمر كانوا يفتتحون الصلاة - بالحمد لله رب العالمين - انتهى .
_________ .
( 1 ) ص 113 وفي " الزوائد " ص 107 ، ج 2 ، رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله موثقون .
( 2 ) ص 135 .
( 3 ) وفي " الزوائد " ص 107 - ج 2 عن أنس عن النبي A أنه إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي أذنيه يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك رواه الطبراني في " الأوسط " ورجاله موثقون اه .
( 4 ) ضعيف .
( 5 ) في نسخة " محمد " .
( 6 ) زكريا بن يحيى ثقة . ورحموية لقب زكريا .
( 7 ) قال الحافظ في " الدراية " ص 70 : هذه متابعة جيدة لرواية أبي خالد الأحمر والله أعلم .
( 8 ) أبو داود في " باب من رأى الاستفتاح بسبحانك " ص 119 والترمذي في " باب ما يقول عند افتتاح الصلاة " ص 33 ، وابن ماجه في " باب افتتاح الصلاة " ص 58 ، والنسائي في " باب الذكر من افتتاح الصلاة والقراءة " ص 143 ، وقال الهيثمي في " الزوائد " : ص 265 - ج 4 . رواه أحمد ورجاله ثقات اه .
( 9 ) ص 120 .
( 10 ) ص 33 ، وابن ماجه : ص 59 . والدارقطني : ص 113 . والطحاوي : ص 117 .
( 11 ) في " باب دعاء افتتاح الصلاة " ص 235 - ج 1 .
( 12 ) كما في " الطحاوي - في معاني الآثار " ص 117 .
( 13 ) قال الشافعي C تعالى في " رسالة أصول الفقه " ص 38 : فكان الذي نذهب إليه أن عمر لا يعلم الناس على المنبر بين ظهراني أصحاب رسول الله A إلا ما عليه النبي A اه .
( 14 ) في " باب حجة من قال : لا يجهر بالبسملة " ص 147 - ج 1 .
( 15 ) في نسخة " عبيد " .
( 16 ) رواه الطبراني في " الكبير " وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف " زوائد " ص 102 .
( 17 ) في " باب ما يجمع صفة الصلاة وما يفتتح به " ص 194 .
( 18 ) أي تعليقا في " باب ما يقال من تكبيرة الاحرام والقراءة " ص 219 ، وأخرجه البيهقي في : ص 196 - ج 2 ، وصححه والحاكم في : ص 215 ، وقال : على شرطهما .
( 19 ) في " باب ما يقرأ بعد التكبير " ص 103 ، ومسلم في " باب حجة من قال : لا يجهر بالبسملة " ص 172