( تابع . . . 1 ) : - 44216 - عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال : كان علي يخطب فقام . . . .
فقال : إنك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة - وحلاهم وسماهم رجلا رجلا ثم قال لي : وتجاهد أمتي على كل من خالف القرآن ممن يعمل في الدين بالرأي ولا رأى في الدين إنما هو أمر من الرب ونهيه فقلت : يا رسول الله فأرشدني إلى الفلج عند الخصومة يوم القيامة فقال : نعم إذا كان ذلك فاقتصر على الهدى إذا قومك عطفوا الهدى على العمى وعطفوا القرآن على الرأي فتأولوه برأيهم تتبع الحجج من القرآن بمشتبهات الأشياء الكاذبة عند الطمأنينة إلى الدنيا والتهالك والتكاثر فاعطف أنت الرأى على القرآن إذا قومك حرفوا الكلم عن مواضعه عند الأهواء الساهية والأمر الصالح والهرج الآثم والقادة الناكئة والفرقة القاسطة والأخرى المارقة أهل الإفك المردي والهوى المطغى والشبهة الحالقة فلا تتكلن عن فضل العاقبة فإن العاقبة للمتقين وإياك يا علي أن يكون خصمك أولى بالعدل والإحسان والتواضع لله والافتداء بسنتي والعمل بالقرآن منك فإن من فلج الرب على العبد يوم القيامة أن يخالف فرض الله أو سنة سنها نبي أو يعدل عن الحق ويعمل بالباطل فعند ذلك يملي لهم فيزدادوا إثما يقول الله { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما } فلا يكونن الشاهدون بالحق والقوامون بالقسط عندك كغيرهم يا علي إن القوم سيفتنون ويفتخرون بأحسابهم وأموالهم ويزكون أنفسهم ويمنون دينهم على ربهم ويتمنون رحمته ويأمنون عقابه ويستحلون حرامه بالمشتبهات الكابة فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع ويمنعون الزكاة ويطلبون البر ويتخذون فيما بين ذلك أشياء من الفسق لا توصف صفتها ويلي أمرهم السفهاء ويكثر تتبعهم على الجور والخطاء فيصير الحق عندهم باطلا والباطل حقا ويتعاونون عليه ويرمونه بألسنتهم ويعيبون العلماء ويتخذونهم سخريا .
[ قلت ؟ ؟ ] يا رسول الله فبأية المنازل هم إذا فعلوا ذلك بمنزلة فتنة أو بمنزلة ردة ؟ قال : بمنزلة فتنة ينقذهم الله بنا أهل البيت عند ظهورنا السعداء من أولي الألباب إلا أن يدعوا الصلاة ويستحلوا الحرام في حرم الله فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه بنا أهلك الأوثان ومن يعبدها وبنا يقصم كل جبار وكل منافق حتى إنا لنقتل في الحق مثل من قتل في الباطل يا علي إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوجا عاما ثم فوجا عاما فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا وأحلاها جنى وأكثرها خيرا وأوسعها عدلا وأطولها ملكا يا علي كيف يهلك الله أمة أنا أولها ومهدينا أوسطها والمسيح ابن مريم آخرها يا علي إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي وفي تلك الأمة يكون الغلول والخيلاء وأنواع المثلات ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها فذلك من بعد حاجة الرجل إلى قوت امرأته - يعني غزلها حتى أن أهل البيت ليذبحون الشاة فيقنعون منها برأسها ويولون ببقيتها من الرأفة والرحمة بينهم .
( وكيع )