39198 - هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب ؟ ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن : ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى لم يبق إلا من يعبد الله من بر وفاجر وغبر ( وغبر : وفي حديث أويس ( أكون في غبر الناس أحب إلي ) أي أكون من المتأخرين لا المتقدمين المشهورين وهو من الغابر : الباقي . ومنه الحديث ( فلم يبق إلا غبرات من أهل الكتاب ) وفي رواية ( غبر أهل الكتاب ) الغبر جمع غابر والغبرات : جمع غبر . النهاية 3 / 338 . ب ) أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم : ما تعبدون ؟ قالوا : كنا عزير ؟ ؟ ابن الله فيقال : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فماذا تبغون ؟ قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم : ألا تردون فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار .
ثم يدعى النصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد المسيح ابن الله فيقال لهم : كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد فيقال لهم : ماذا تبغون ؟ فيقولون : عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم : ألا تردون فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال : فما تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا : يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك ما نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول : هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم الساق فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن له بالسجود ولا يبقى من كان يسجد اتقاء أو رياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رؤسهم وقد يحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقول : أنا ربكم فيقولون أنت ربنا .
ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة فيقولون : اللهم سلم سلم قيل : يا رسول الله وما الجسر ؟ قال : دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة تكون بنجد فيها شويكة يقال لها ( السعدان ) فيمر المؤمنون كطرفة العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل وكالركاب فناج مسلم ومخدوش مرسل ومكدوش في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم : أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه وإلى ركبتيه فيقولون : ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به فيقول D : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا .
فيقول الله : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قد عادوا حمما ( حمما : الحمم : الرماد والفحم كل ما احترق من النار . الواحدة حمحمة . المختار 120 . ب ) فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له ( نهر الحياة ) فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون : ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول : لكم عندي أفضل من هذا فيقولون : يا ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رضائي فلا أسخط عليكم بعده أبدا .
( حم ق ( أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنم 8 / 147 وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية رقم 302 / 183 . ص ) عن أبي سعيد )