39197 - هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ هل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ فإنكم ترونه كذلك يحشر الله الناس يوم القيامة فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل كلام الرسل يومئذ ( اللهم سلم سلم ) وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان ؟ فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن يقول : لا إله إلا الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل آثار السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل .
ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار خروجا وآخر أهل الجنة دخولا الجنة مقبلا بوجهه قبل النار فيقول : يا رب اصرف وجهي عن النار فقد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيقول : هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك ؟ فيقول : لا وعزتك فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة ورأى ببهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال : يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له : أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول : فما عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره ؟ فيقول : لا وعزتك لا أسألك غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : يا رب أدخلني الجنة فيقول الله : ويحك يا ابن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت ؟ فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول : تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تعالى : فزد من كذا وكذا - أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله D : لك ذلك ومثله معه .
( حم ق ( أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب فضل السجود 1 / 204 وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية رقم 299 / 182 و 4 / 2279 . ص ) - عن أبي هريرة د - عن أبي سعيد لكنه قال : وعشرة أمثاله )