35366 - { مسند جبير بن مطعم } كنت أكره أذى قريش رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما ظننت أنهم سيقتلونه خرجت حتى لحقت بدير من الديرات فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه فقال : أقيموا له حقه الذي ينبغي له ثلاثا فلما مرت ثلاث رأوه لم يذهب فانطلقوا إلى صاحبهم فأخبروه فقال : قولوا له : قد أقمنا لك بحقك الذي ينبغي لك فإن كنت وصبا ( وصبا : الوصب - بفتح الصاد - : المرض وقد وصب يوصب بوزن علم يعلم فهو وصب - بكسر الصاد - وأوصبه الله ( فهو موصب ) المختار 574 . ب ) فقد ذهب وصبك وإن كنت واصلا فقد نالك أن تذهب إلى من تصل وإن كنت تاجرا فقد نالك أن تخرج إلى تجارتك فقلت : ما كنت تاجرا ولا واصلا وما أنا بنصب فذهبوا إليه فأخبروه فقال : إن له لشأنا فسلوه ما شأنه فأتوني فسألوني فقلت : لا والله إلا أن في قرية إبراهيم ابن عمي يزعم أنه نبي وآذوه قومه وتخوفت أن يقتلوه فخرجت لئلا أشهد ذلك فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه بقولي قال : هلموا فأتيته فقصصت عليه قصصي فقال : تخاف أن يقتلوه ؟ قلت : نعم قال : وتعرف شبهه لو تراه مصورا ؟ قلت : نعم عهدي به منذ قريب فأراني صورا مغطاة فجعل يكشف صورة صورة ثم يقول : أتعرف ؟ فأقول : لا حتى كشف صورة مغطاة فقلت : ما رأيت شيئا أشبه بشيء من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه قال : فتخاف أن يقتلوه ؟ قلت : أظنهم قد فرغوا من قتله قال : والله لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله : وإنه لنبي وليظهرنه الله ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وادع بما شئت : فمكثت عندهم حينا ثم قلت : لو أطعتهم فقدمت مكة فوجدتهم قد أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة فلما قدمت قامت إلي قريش فقالوا : قد تبين لنا أمرك وعرفنا شأنك فهلم أموال الصبية التي عندك التي استودعكها أبوك فقلت : ما كنت لأفعل هذا حتى تفرقوا بين رأسي وجسدي ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم فقالوا : إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه فقدمت المدينة وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخبر فدخلت عليه فقال لي فيما يقول : إني لأراك جائعا هلموا طعاما قلت : لا آكل حتى أخبرك فإن رأيت أن آكل أكلت قال فحدثته بما أخذوا علي قال : فأوف بعهد الله ولا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا .
( طب )