35365 - { مسند عمر } عن ابن عمر قال : كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن معاوية إلى حلوان العراق فليغر على ضواحيها فوجه سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان فأغاروا على ضواحيها فأصابوا غنيمة وسبيا فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى إذا رهقهم العصر وكادت الشمس أن تؤوب فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح جبل ثم قام فأذن فقال : الله أكبر الله أكبر فإذا مجيب من الجبل يجيبه : كبرت كبيرا يا نضلة قال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : كلمة الإخلاص يا نضلة قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى ابن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة قال : حي على الصلاة قال : طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها قال : حي على الفلاح - قال : أفلح من أجاب محمدا فلما قال : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله - قال : أخلصت الإخلاص كله يا نضلة فحرم الله بها جسدك على النار .
فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا له : من أنت - يرحمك الله ؟ أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله أسمعتنا صوتك ؟ فأرنا صورتك فأنا وفد الله ووفد رسول الله ووفد عمر بن الخطاب فانفلق الجبل عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف فقال : السلام عليكم ورحمة الله قلنا : وعليك السلام ورحمة الله من أنت - يرحمك الله ؟ قال : أنا زريب بن ثرملة وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى فأما إذ فاتني لقاء محمد فأقرؤا عمر مني السلام وقولوا له : يا عمر سدد وقارب فقد دنا الأمر وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها يا عمر إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد فالهرب الهرب : إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وانتسبوا من غير مناسبة وانتموا إلى غير مواليهم ولم يرحم كبيرهم صغيرهم ولم يوقر صغيرهم كبيرهم وترك المعروف فلم يؤمر به وترك المنكر فلم ينه عنه وتعلم عالمهم العلم فيجلب به الدنانير والدراهم وكان المطر قيظا والولد غيضا وطولوا المنازل وفضضوا المصاحف وزخرفوا المساجد وأظهروا الرشا ( الرشا : الرشوة - بكسر الراء وضمها - والجمع رشا بكسر الراء وضمها وقد رشاه من باب عدا . وارتشى : أخذ الرشوة . المختار 194 . ب ) وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء وقطعت الأرحام وبيع الحكم وأكل الربوا فخرا وصار الغنى عزا وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه وركب النساء السروج . ثم غاب عنا فكتب بذلك نضلة إلى سعد فكتب سعد إلى عمر فكتب عمر إلى سعد : لله أبوك .
سر أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل فإن لقيته فأقرئه مني السلام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزلوا ذلك الجبل أربعين يوما ينادي بالأذان وقت كل صلاة فلا جواب .
( قط في غرائب مالك وقال : لا يثبت وق في الدلائل وقال : ضعيف بمرة خط في رواة مالك وقال : منكر )