35364 - عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله فلما رأى الجماعة قال : ما هذه ؟ قالوا : هذا الذي يذكر أنه نبي فجاء حتى شق الناس فقال : واللات والعزى ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض إلي منك ولا أمقت ولولا أن تسميني قومي عجولا لعجلت إليك فقتلتك فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم فقلت : يا رسول الله دعني فأقوم فأقتله فقال : يا عمر أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا ؟ .
ثم أقبل على الأعرابي فقال : ما حملك على أن قلت ما قلت - وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي ؟ قال : وتكلمني أيضا - استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟ واللات والعزى . لا أومن بك أو يؤمن بك هذا الضب فأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقال : إن آمن بك هذا الضب آمنت بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم يا ضب فأجابه الضب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعا : لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة قال : من تعبد يا ضب ؟ قال : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه قال : فمن أنا يا ضب ؟ قال : أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين وقد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك قال الأعرابي : لا أتبع أثرا بعد عين والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إلي منك وإنك اليوم أحب إلي من والدي ونفسي وإني لأحبك بداخلي وخارجي وسري وعلانيتي أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو ولا يعلى ولا يقبله الله إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا بقرآن .
قال : فعلمني فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( الحمد ) و ( قل هو الله أحد ) قال : زدني يا رسول الله فما سمعت في البسيط ولا في الرجز أحسن من هذا قال : يا أعرابي إن هذا كلام رب العالمين وليس بشعر وإنك إذا قرأت ( قل هو الله أحد ) مرة كان لك كأجر من قرأ ثلث القرآن وإن قرأت قل هو الله أحد مرتين كان لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن وإن قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات كان كان لك كأجر من قرأ القرآن كله فقال الأعرابي : نعم الإله إلهنا يقبل اليسير ويعطي الجزيل .
فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ألك مال ؟ قال : ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأصحابه : أعطوه فأعطوه حتى أبطروه فقام عبد الرحمن بن عوف فقال : يا رسول الله إن عندي ناقة عشراء دون البختي وفوق الأعرابي تلحق ولا تلحق أهديت إلي يوم تبوك أتقرب بها إلى الله وأدفعها إلى الأعرابي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : قد وصفت ناقتك وأصف لك ما عند الله جزاء يوم القيامة قال : نعم قال : لك ناقة من درة جوفاء قوائمها من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر عليها هودج وعلى الهودج السندس والإستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة فقال عبد الرحمن : قد رضيت . فخرج الأعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلقيه ألف أعرابي من بني سليم على ألف دابة معهم ألف سيف وألف رمح فقال لهم : أين تريدون ؟ فقالوا : نذهب إلى هذا الذي سفه آلهتنا فنقتله فقال : لا تفعلوا أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا له : صبوت فقال : ما صبوت - وحدثهم الحديث فقالوا بأجمعهم : لا إله إلا الله محمد رسول الله فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلّم فتلقاهم في رداء فنزلوا عن ركابهم يقبلون ما رأوه منه وهم يقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله ثم قالوا : يا رسول الله مرنا بأمراء قال : كونوا تحت راية خالد بن الوليد فليس أحد من العرب آمن منهم ألف جميعا إلا بنو سليم .
( طس وقال : تفرد به محمد بن علي بن الوليد السلمى عد ك في المعجزات وأبو نعيم ق معا في الدلائل كر وقال هق : الحمل فيه على السلمى قال : وروى ذلك من حديث عائشة وأبي هريرة وهذا أمثل الأسانيد فيه قال ابن دحية في الخصائص : هذا خبر موضوع وقال الذهبي في الميزان : هذا خبر باطل وقال الحافظ ابن حجر في اللسان : السلمى روى عنه الإسماعيلي في معجمه وقال : منكر الحديث ) ( أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 294 وقال رواه الطبراني والحمل من هذا الحديث عليه . ص )