تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا واسند البخاري عن عائشة ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قالت انزل ذلك في الدعاء انتهى قال الغزالي في الأحياء وقد جاءت أحاديث تقتضي استحباب السر بالقرآن وأحاديث تقتضي استحباب الجهر به والجمع بينهما أن يقال أن التالي إذا خاف على نفسه الرياء والتصنع أو تشويش مصل فالسر أفضل وأن أمن ذلك فالجهر أفضل لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته أيضا تتعدى إلى غيره والخير المتعدى أفضل من اللازم ولأنه يوقظ قلب القارىء ويجمع همته إلى الفكر فيه ويصرف إليه سمعه ويطرد عنه النوم برفع صوته ولأنه يزيد في نشاطه في القراءة ويقلل من كسله ولأنه يرجو بجهره تيقيظ نائم فيكون سببا في إعانته على الخير ويسمعه بطال غافل فينشط بسببه ويشتاق لخدمة خالقه فمهما حضرت نية من هذه النيات فالجهر أفضل وإن اجتمعت هذه النيات تضاعف الأجر وبكثرة النيات يزكو عمل الأبرار وتتضاعف أجورهم انتهى .
وقوله سبحانه ولم يكن له ولي من الذل هذه الآية رادة على كفرة العرب في قولهم لولا أولياء الله لذل الله تعالى عن قولهم وقيد سبحانه نفي الولاية له بطريق الذل وعلى جهة الانتصار إذ ولايته سبحانه موجودة بفضله ورحمته لمن ولي من صالح عباده قال مجاهد المعنى لم يخالف أحدا ولا ابتغى نصر أحد سبحانه لا إله إلا هو وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصبحه وسلم تسليما