الظلمة فمعاجلون في الغالب وقد يملي لبعضهم وفي الحديث من رواية أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ وكذلك أخذ ربك إذا اخذ القرى وهي ظالمة الآية وهذه قراءة الجماعة وهي تعطى بقاء الوعيد واستمراره في الزمان إن في ذلك لآية أي لعبرة وعلامة اهتداء لمن خاف عذاب الآخرة ثم عظم الله أمر الآخرة فقال ذلك يوم مجموع له الناس وهو يوم الحشر وذلك يوم مشهود بشهده الأولون والآخرون من الملائكة والأنس والجن والحيوان في قول الجمهور وما نوخره إلا لأجل معدود لا يتقدم عنه ولا يتأخر قال ص والظاهر أن ضمير فاعل يأتي يعود على ما عاد عليه ضمير نوخره والناصب ليوم لا تكلم والمعنى لا تكلم نفس يوم يأتي ذلك اليوم إلا بأذنه سبحانه انتهى .
وقوله تعالى فمنهم عائد على الجمع الذي يتضمنه قوله نفس إذ هو اسم جنس يراد به الجمع فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق وهي اصوات المكروبين والمحزونين والمعذبين ونحو ذلك قال قتادة الزفير أول صوت الحمار والشهيق آخره فصياح أهل النار كذلك وقال أبو العالية الزفير من الصدر والشهيق من الحلق والظاهر ما قال أبو العالية .
وقوله سبحانه خالدين فيها ما دامت السموات والأرض يروى عن ابن عباس أن الله خلق السماوات والأرض من نور العرش ثم يردهما إلى هنالك في الآخرة فلهما ثم بقاء دائم وقيل معنى ما دامت السماوات والأرض العبارة عن التأبيد بما تعهده العرب وذلك ان من فصيح كلامها إذا أرادت أن تخبر عن تأبيد شيء أن تقول لا أفعل كذا وكذا أمد الدهر وما ناح الحمام وما دامت السماوات والأرض وقيل غير هذا قال ص وقيل المراد سماوات الآخرة وأرضها يدل عليه قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات انتهى وأما قوله إلا ما شاء ربك في الاستثناء ثلاثة