ومنه قول مالك بن الربيع ... يقولن لا تبعد وهم يدفنونني ... وأين مكان البعد إلا مكانيا ... .
وأما من قرأ بعدت وهو السلمي وأبو حيوة فهو من البعد الذي هو ضد القرب ولا يدعى به إلا على مبغوض قال ص وقال ابن الأنباري من العرب من يسوي بين الهلاك والبعد الذي هو ضد القرب فيقولون فيهما بعد يبعد وبعد يبعد انتهى .
وقوله سبحانه فاتبعوا أمر فرعون أي وخالفوا أمر موسى وما أمر فرعون برشيد أي بمرشد إلى خير وقال ع برشيد أي بمصيب في مذهبه يقدم قومه أي يقدمهم إلى النار والورد في هذه الآية هو ورود دخول قال ص والورد فاعل بيس والمورود المخصوص بالذم وفي الأول حذف أي مكان الورد ليطابق المخصوص بالذم وجوز ع وأبو البقاء أن يكون المورود صفة لمكان الورد والمخصوص محذوف أي بيس مكان الورد المورود النار والورد يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الورود أو بمعنى الواردة من الإبل وقيل الورد بمعنى الجمع للوارد والمورود صفة لهم والمخصوص بالذم ضمير مححذوف أي بيس القوم المورود بهم هم انتهى واتبعوا في هذه لعنة يريد دار الدنيا .
وقوله بيس الرفد المرفود أي بيس العطاء المعطى لهم وهو العذاب والرفد في كلام العرب العطية .
وقوله سبحانه ذلك من أنباء القرى الآية ذلك إشارة إلى ما تقدم من ذكر العقوبات النازلة بالأمم المذكورة منها قائم وحصيد أي منها قائم الجدرات ومتهدم داثر والآية بحملتها متضمنة التخويف وضرب المثل للحاضرين من أهل مكة وغيرهم والتتبيب الخسران ومنه تبت يدا أبي لهب .
وقوله وكذلك الإشارة إلى ما ذكر من الأخذات في الأمم وهذه آية وعيد يعم قرى المؤمنين والكافرين فإن ظالمة أعم من كافرة وقد يمهل الله تعالى بعض الكفرة وأما