لكم إن كنتم صادقين الآية مخاطبة للكفار في تحقير شأن اصنامهم وقوله فأدعوهم أي فاختبروا فإن لم يستجيبوا فهم كما وصفنا .
وقوله سبحانه لهم ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها الآية الغرض من هذه الآية ألهم حواس الحي وأوصافه فإذا قالوا لا حكموا بأنها جمادات من غير شك لا خير عندها قال الزهراوي المعنى أنتم أفضل منهم بهذه الجوارح النافعة فكيف تعبدونهم ثم أمر سبحانه نبيه عليه السلام أن يعجزهم بقوله قل ادعوا شركاءكم أي استنجدوهم واستنفروهم إلى إضراري وكيدي ولا تؤخروني المعنى فإن كانوا آلهة فسيظهر فعلكم ولما احالهم على الاستنجاد بآلهتهم في ضرره وأراهم أن الله سبحانه هو القادر على كل شيء لا تلك عقب ذلك بالإستناد إلى الله سبحانه والتوكل عليه والإعلام بأنه وليه وناصره فقا ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين .
وقوله والذين تعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون إنما تكرر القول في هذا وترددت الآيات فيه لأن أمر الأصنام وتعظيمها كان متمكنا من نفوس العرب في ذلك الزمان ومستوليا على عقولها فاوعب القول في ذلك لطفا منه سبحانه بهم .
وقوله وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا الآية قالت فرقة هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم وأمته في أمر الكفار والهاء والميم في قوله تدعوهم للكفار ووصفهم بأنهم لا يسمعون ولا يبصرون إذ لم يتحصل لهم عن النظر والاستماع فائدة قاله مجاهد والسدي وقال الطبري المراد بالضمير المذكور الأصنام ووصفهم بالنظر كناية عن المحاذاة والمقابلة ولما فيها من تخييل النظر كما تقول دار فلان تنظر إلى دار فلان .
وقوله سبحانه خذ العفو وأمر بالعرف الآية وصية من الله سبحانه لنبيه عليه السلام تعم جميع أمته وأخذ بجميع مكارم الأخلاق قال الجمهور معنى خذ العفو أقبل من الناس