عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى الآية استجاب بمعنى أجاب روي أن أم سلمة Bها قالت يا رسول الله قد ذكر الله تعالى الرجال في الهجرة ولم يذكر النساء في شيء من ذلك فنزلت الآية وهي آية وعد من الله أي هذا فعله سبحانه مع الذين يتصفون بما ذكر قال الفخر روي عن جعفر الصادق أنه قال من حزبه أمر فقال خمس مرات ربنا أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد وقرأ هذه الآية قال لأن الله تعالى حكى عنهم أنهم قالوا ربنا خمس مرات ثم أخبر أنه استجاب لهم انتهى وقوله تعالى بعضكم من بعض يعني في الأجر وتقبل الأعمال أي أن الرجال والنساء في ذلك على حد واحد قال الفخر قوله سبحانه بعضكم من بعض أي شبه بعض أو مثل بعض والمعنى أنه لا تفاوت في الثواب بين الذكر والأنثى إذا استووا في الطاعة وهذا يدل على أن الفضل في باب الدين إنما هو بالأعمال لا بسر صفات العاملين لأن كونهم ذكرا أو أنثى أو من نسب خسيس أو شريف لا تأثير له في هذا الباب انتهى وبين سبحانه حال المهاجرين ثم الآية بعد تنسحب على كل من أوذي في الله وهاجر أيضا إلى الله إلى يوم القيامة وقوله سبحانه وأخرجوا من ديارهم عبارة فيها إلزام الذنب للكفار واللام في قوله لاكفرن لام القسم وثوابا مصدر مؤكد وباقي الآية بين وقوله سبحانه لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاء الآية نزلت لا يغرنك في هذه الآية منزلة لا تظن أن حال الكفار حسنة والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلّم والمراد أمته والتقلب التصرف في التجارات والأرباح والحروب وسائر الآمال وقوله نزلا معناه تكرمة وقوله تعالى وما عند الله خير للأبرار يحتمل أن يريد خير مما هؤلاء فيه من التقلب والتنعم ويحتمل أن يريد خير مما هم فيه في الدنيا وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلّم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر