وذلك أن الإنسان إذا تفكر علم وإذا علم عمل قال ابن عباد قال الإمام أبو القاسم القشيري C التفكر نعت كل طالب وثمرته الوصول بشرط العلم ثم فكر الزاهدين في فناء الدنيا وقلة وفائها لطلابها فيزدادون بالفكر زهدا وفكر العابدين في جميل الثواب فيزدادون نشاطا عليه ورغبة فيه وفكر العارفين في الآلاء والنعماء فيزدادون محبة للحق سبحانه انتهى وقوله تعالى ربنا ماخلقت هذا باطلا أي يقولون يا ربنا على النداء ما خلقت هذا باطلا يريد لغير غاية منصوبة بل خلقته وخلقت البشر لينظروا فيه فيوحدوك ويعبدوك فمن فعل ذلك نعمته ومن ضل عن ذلك عذبته وقولهم سبحانك أي تنزيها لك عما يقول المبطلون وقولهم ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته أي فلا تفعل ذلك بنا والخزي الفضيحة المخجلة الهادمة لقدر المرء قال أنس بن مالك والحسن بن أبي الحسن وابن جريج وغيرهم هذه إشارة إلى من يخلد في النار وأما من يخرج منها بالشفاعة والإيمان فليس بمخزي أي وما أصابه من عذابها إنما هو تمحيص لذنوبه وقوله سبحانه وما للظالمين من أنصار هو من قول الداعين وقوله سبحانه ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان الآية حكاية عن أولى الألباب قال أبو الدرداء يرحم الله المؤمنين ما زالوا يقولون ربنا ربنا حتى استجيب لهم قال ابن جريج وغيره المنادى محمد صلى الله عليه وسلّم وقال محمد بن كعب القرظي المنادى كتاب الله وليس كلهم رأى النبي ص - وسمعه وقولهم ما وعدتنا على رسلك معناه على ألسنة رسلك وقولهم ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف المعياد إشارة إلى قوله تعالى يوم لا يخزي الله النبيء والذين ءامنوا معه فهذا وعده تعالى وهو دال على أن الخزي إنما هو مع الخلود قال ص قال أبو البقاء الميعاد مصدر بمعنى الوعد اه وقوله سبحانه فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع