لم يكتم شيئا مما امر بتبليغه واما على القراءة الثانية فمعناها عند الجمهور أي ليس لأحد أن يغل النبي أي يخونه في الغنيمة لأن المعاصي تعظم بحضرته لتعيين توقيره قال ابن العربي في احكامه وهذا القول هو الصحيح وذلك أن قوما غلوا من الفنائم أو هموا فانزل الله تعالى الآية فنهاهم الله عن ذلك رواه الترمذي اه وقوله تعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة الآية وعيد لمن يغل من الغنيمة أو في زكاته بالفضيحة يوم القيامة على رؤس الاشهاد قال القرطبي في تذكرته قال علماؤنا رحمهم الله في قوله تعالى ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة أن ذلك على الحقيقة كما بينه صلى الله عليه وسلّم أي يأتى به حاملا له على ظهره ورقبته معذبا بحمله وثقله ومروعا بصوته وموبخا بإظهار خيانته اه وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال أدوا الخائط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة رواه مالك في الموطأ قال أبو عمر في التمهيد الشنار لفظة جامعة لمعنى العار والنار ومعناها الشين والنار يريد أن الغلول شين وعار ومنقصة في الدنيا وعذاب في الآخرة اه وفي الباب احاديث صحيحة في الغلول وفي منع الزكاة وقوله سبحانه افمن اتبع رضوان الله أي الطاعة الكفيلة برضوان الله قال ص افمن استفهام معناه النفي أي ليس من اتبع ما يؤل به إلى رضي الله تعالى عنه فباء برضاه كمن لم يتبع لذلك فباء بسخطه اه وقوله سبحانه هم درجات عند الله قال ابن إسحاق وغيره المراد بذلك الجمعان المذكوران اهل الرضوان واصحاب السخط أي لكل صنف منهم تباين في نفسه في منازل الجنة وفي اطباق النار أيضا وقال مجاهد والسدي ما ظاهره ان المراد بقوله هم إنما هو لمتبعى الرضوان أي لهم درجات كريمة عند ربهم وفي الكلام حذف تقديره هم ذوو درجات والدرجات المنازل